
الأمم المتحدة : فظائع يومية وحرب يبدو أنها بلا حدود في غزة والايام المقبلة ستكون حرجة
- Europe and Arabs
- الأحد , 27 أبريل 2025 7:49 ص GMT
غزة ـ نيويورك : اوروبا والعرب
"الأيام المقبلة ستكون حرجة في غزة... من لا يُقتلون بالقنابل والرصاص، يموتون ببطء" هكذا وصف رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، الوضع في غزة. ودعا إلى رفع الإغلاق المفروض على دخول المساعدات والإمدادات، واستئناف وقف إطلاق النار.
المسؤول الأممي جوناثان ويتال كان يتحدث مع مجموعة من الصحفيين اليوم السبت في مدينة غزة، شمال القطاع. وقال إن الوكالات الإنسانية تواصل - على الرغم من التحديات - محاولة العمل أينما استطاعت لتلبية الاحتياجات.
لكنه لفت الانتباه إلى نفاد الإمدادات وتقلص قدرة منظمات الإغاثة على العمل في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء غزة. وأعرب عن أمله في تحقيق المساءلة بدلا من انتظار حكم التاريخ على "أولئك الذين لم يفعلوا شيئا في مواجهة ما نراه اليوم في غزة".
فيما يلي شهادة ويتال، بكلماته، حول الوضع في قطاع غزة. وبحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة
"اسمي جوناثان ويتال، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
الأيام المقبلة في غزة ستكون حرجة. لا ينجو الناس في غزة، من لا يُقتلون بالقنابل والرصاص يموتون ببطء.
الناس هنا يتعرضون للاختناق. ما نراه من حولنا هو معاناة لا نهاية لها مع استمرار الإغلاق الكامل والتام منذ ما يقرب من شهرين في ظل اشتداد الغارات الجوية والعمليات البرية وأوامر النزوح التي تدفع الناس إلى مغادرة ديارهم.
نعلم أن المستشفيات مكتظة، لكن الإمدادات اللازمة لتوفير العلاج آخذة في النفاد.
نعلم أن الناس يعانون من الجوع وأن معدلات سوء التغذية آخذة في الارتفاع، لكن مستودعاتنا فارغة، ومخابزنا تغلق أبوابها، وقريبا ستُضطر مطابخنا المجتمعية إلى التوقف عن العمل.
نعلم أن الناس يشعرون بالعطش، لكن آبار المياه بعيدة المنال.
نعلم أن النفايات الصلبة تتراكم في شوارع غزة، لكننا لا نملك المعدات لنقلها أو مكبات النفايات التي يمكن الوصول إليها.
نعلم أن الناس محاصرون تحت أنقاض ناجمة عن الغارات الجوية، لكننا لا نملك المعدات اللازمة لإنقاذهم أو الوقود لتشغيل الآليات الضرورية.
نعلم أن مساحة الأرض تتقلص، وأوامر النزوح تتزايد، وأن الصيادين يتعرضون لإطلاق النار في البحر، وأنه لا يوجد مكان آمن في غزة اليوم.
نعلم أيضا أن مياه الصرف الصحي تتدفق في الشوارع، وأننا لا نملك جميع الإمدادات اللازمة لإصلاح الشبكات.
نعلم أن الأطفال بحاجة إلى التعلم، ولكن المدارس مدمرة أو لا يمكن الوصول إليها، وليس لدينا مستلزمات تعليمية متاحة. ترتفع أسعار السلع المتبقية في جميع أنحاء غزة، ولكن لا توجد سيولة نقدية.
نعلم أنه لا يوجد غاز للطهي أو وقود، وأن الناس يحرقون القمامة لتوليد بعض الطاقة.
نعلم أن الأونروا لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها تتعرض لضغوط غير مسبوقة.
نعلم أن الناس يعيشون فوق الأنقاض، ولكن ليس لدينا مزيد من الخيام أو مواد إيواء لتوفيرها لهم.
نعلم أن هذا لا يتعلق فقط بالاحتياجات الإنسانية، بل بالكرامة، وأن هناك اعتداء على كرامة الناس في غزة اليوم.
نعلم أيضا أنه يجب حماية العاملين في المجال الإنساني، والمستجيبين الأوائل، والصحفيين، مثل جميع المدنيين، ولكنهم يُقتلون في حرب يبدو أنها تُخاض بلا حدود.
في الواقع، هذه لا تبدو وكأنها حرب. يقول لي الناس في غزة أنهم يشعرون وكأنه تفكيك متعمد للحياة الفلسطينية على مرأى من الجميع، ليشهده الجميع ويتم توثيقه كل يوم من قبلكم الصحفيين الفلسطينيين.
رأينا معكم صور جثث الأطفال التي تُرمى من مبنى إلى آخر بسبب قوة الانفجار. رأينا مقاطع فيديو لعائلات تُحرق وهي حية. رأينا جثث زملائنا الذين قتلوا. رأينا التدمير الكامل والتام للبنية التحتية في غزة، من حولنا في كل مكان.
رأينا مرضى يتم إبعادهم من المستشفيات بعد قصفها. نرى كل يوم أفراد الأسر والأصدقاء يُقتلون أو يُهجرون. معكم نشهد الفظائع اليومية. لا ينبغي أن يكون هذا مصطلح «الفظائع اليومية».
وبوصفنا عاملين في المجال الإنساني، يمكننا أن نرى أن المساعدات يتم تسليحها من خلال رفض دخولها. لا يوجد أي مبرر لرفض المساعدات الإنسانية. ولا ينبغي أبدا تسليح المساعدات.
على الرغم من التحديات، نواصل محاولة العمل أينما استطعنا لفعل ما يمكننا القيام به لتوفير احتياجات الناس. ولكن الإمدادات تتضاءل وتتضاءل، وتقل قدرتنا على تلبية الاحتياجات المتزايدة والمتنامية في جميع أنحاء غزة.
تعتمد الأرواح على رفع الإغلاق، وعلى السماح بدخول المساعدات إلى غزة، وعلى استئناف وقف إطلاق النار، وآمل أن نرى المساءلة الحقيقية.
آمل أن نرى المساءلة الحقيقية بدلا من أن ننتظر التاريخ للحكم على أولئك الذين لم يفعلوا شيئا في مواجهة ما نراه اليوم في غزة".
لا يوجد تعليقات