وكالات الامم المتحدة : الوضع في غزة أكبر من الكارثة والفرق الطبية تُمنع من دخول القطاع .. دعت إسرائيل إلى إلغاء شرط يقيد عمل المنظمات الدولية
- Europe and Arabs
- الخميس , 7 أغسطس 2025 8:46 ص GMT
غزة ـ نيويورك : اوروبا والعرب
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الوضع في غزة يتعدى كونه كارثيا وإن مزيدا من الأشخاص قُتلوا وأصيبوا سواء على طول طرق قوافل المساعدات أو في مواقع إقامتهم.
فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة قال إن المستشفيات تعمل فوق طاقتها القصوى، والمرضى يستلقون على الأرض أو في الشوارع في ظل نقص الأَسرة والإمدادات الطبية والمعدات. بحسب مانقلت نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح الخميس
وفي مؤتمره الصحفي اليومي قال إن فرق الطوارئ الطبية مُنعت أمس من دخول غزة. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 100 مهني طبي، بمن فيهم جراحون ومتخصصون، مُنعوا من دخول القطاع منذ مارس.
وتعليقا على تقارير سماح السلطات الإسرائيلية ، بدخول عدد محدود من شاحنات البضائع التجارية، قال حق: "فيما نواصل متابعة الأمر للحصول على إيضاحات أكثر، تشير التقارير الأولية من شركائنا على الأرض أن الإمدادات شملت الأرز والسكر وزيت الطعام. ولا يزال السكر أحد أغلى الأشياء سعرا في السوق. يبلغ سعر كيس السكر الذي يزن أونصتين (57 غراما) نحو 170 دولارا".
وأشار حق إلى اختفاء البيض والدجاج واللحوم من الأسواق، واعتماد الناس على البقوليات والخبز للبقاء على قيد الحياة، إذا توفروا. وقال إن ذلك لا يكفي احتياجات الفئات الأضعف.
وقال إن تدهور وضع الأسواق يبرز الحاجة العاجلة لدخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية على نطاق واسع وبشكل منتظم.
ويستمر الجوع الشديد في الانتشار في غزة، وقال حق إن وزارة الصحة أفادت بمصرع 5 أشخاص لأسباب مرتبطة بسوء التغذية خلال أربع وعشرين ساعة ليرتفع العدد إلى نحو 200 شخص نصفهم من الأطفال.
ويخلف الجوع وسوء التغذية آثارا مدمرة بما فيها زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض والموت.
في غضون ذلك تؤثر محدودية الوقود في غزة على العمليات المنقذة للحياة. خلال اليومين الماضيين جلب موظفو الأمم المتحدة نحو 300 ألف لتر من الوقود من معبر كرم أبو سالم، وهي كمية تقل بكثير عما يحتاجه استمرار العمل الإنساني.
وحذر شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة من أن حياة أكثر من 100 طفل من حديثي الولادة تتعرض لخطر وشيك بسبب شح الوقود. كما وصل البنزين إلى أدنى مستوياته في غزة، إذ لم تدخل أي إمدادات منه إلى القطاع تقريبا خلال الأيام العشرة الماضية.
وعلى صعيد الإجلاء، جدد الجيش الإسرائيلي أمري إخلاء يمتدان على مساحة 1.5 ميل مربع تقريبا في خمسة أحياء في محافظتي غزة وخان يونس، فيما لم يتم السماح بدخول مواد الإيواء إلى القطاع منذ الثاني من مارس.
وقال فرحان حق إن أسعار مواد الإيواء القليلة المتوفرة في الأسواق المحلية مرتفعة للغاية ومحدودة، بما يجعلها بعيدة عن متناول معظم الأسر.
من جهتها دعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، السلطات الإسرائيلية إلى إلغاء شرط تم تقديمه في 9 مارس، يُلزم المنظمات الدولية غير الحكومية بمشاركة معلومات شخصية حساسة عن موظفيها الفلسطينيين، وإلا فإنها ستواجه خطر إنهاء عملياتها الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وحذرت المنظمات الإنسانية من أنه ما لم يتم اتخاذ إجراء عاجل، فإن غالبية الشركاء من المنظمات الدولية غير الحكومية قد يتم إلغاء تسجيلها بحلول 9 سبتمبر أو قبل ذلك – مما سيجبرها على سحب جميع الموظفين الدوليين الأمر الذي يحول دون تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية والمنقذة للحياة للفلسطينيين.
هذا الشرط هو جزء من مجموعة شروط تقييدية جديدة للمنظمات الدولية غير الحكومية، تتضمن عواقب محتملة للانتقاد العلني لسياسات وممارسات حكومة إسرائيل، وفق بيان صادر عن فريق العمل الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وذكر البيان أن المنظمات غير الحكومية غير المسجلة بموجب النظام الجديد ممنوعة بالفعل من إرسال أي إمدادات إلى غزة. ففي يوليو من هذا العام، رفضت السلطات الإسرائيلية طلبات متكررة من 29 منظمة غير حكومية لشحن مساعدات إنسانية إلى غزة، مبررة ذلك بأن المنظمات "غير مصرح لها".
وقد منعت هذه السياسة بالفعل تسليم مساعدات منقذة للحياة، بما فيها الأدوية والغذاء ومستلزمات النظافة. وهذا يؤثر بشكل أعمق على النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، مما يزيد من خطر تعرضهم للإساءة والاستغلال.
كما تقدم المنظمات الدولية غير الحكومية دعما حاسما للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية التي تعتمد على الشركاء الدوليين للحصول على الإمدادات والتمويل والدعم الفني. وحذر البيان من أنه بدون هذا التعاون، ستنقطع عملياتها، مما سيحرم مزيدا من المجتمعات من الغذاء والرعاية الطبية والمأوى وخدمات الحماية الحيوية.
وحذر البيان أيضا من أن عرقلة المنظمات غير الحكومية من المشاركة في الاستجابة الإنسانية الجماعية ينتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني، "ويأتي في وقت نتلقى فيه تقارير يومية عن وفيات بسبب الجوع الشديد بينما تواجه غزة ظروف مجاعة".
على صعيد ذي صلة، شدد فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) على ضرورة السماح للأمم المتحدة وشركائها بالقيام بعملهم.
وقال في منشور على موقع إكس: "قبل انتشار المجاعة، وفّرت مراكز التوزيع المجتمعية، بدعم من الشركاء، الغذاء والمساعدات لمليوني شخص منتشرين في أنحاء قطاع غزة. بعد خمسة أشهر من المحاولات المستمرة لاستبدال الاستجابة المنسّقة للأمم المتحدة بأربع نقاط توزيع عسكرية إسرائيلية، أصبح الجوع أحدث قاتل في غزة".
وقال لازاريني إن الوقت قد حان لتقديم المساعدات بشكل آمن، ودون عوائق، وبكرامة.
الفريق القطري للعمل الإنساني هو منتدى لاتخاذ القرارات الاستراتيجية، بقيادة منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة. يجمع الفريق رؤساء هيئات الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة غير حكومية، دولية ومحلية، تعمل جميعها في مجال الشؤون الإنسانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفقًا للمبادئ الإنسانية المتفق عليها دوليا.
لا يوجد تعليقات