
الفيتو الامريكي السادس خلال عامين ضد مشروع لوقف اطلاق النار في غزة
- Europe and Arabs
- الجمعة , 19 سبتمبر 2025 8:49 ص GMT
نيويورك : اوروبا والعرب
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، فيما أيد المشروع 14 عضوا من أعضاء المجلس الخمسة عشر.
ورغم تصويت الأعضاء الأربعة عشر لصالح مشروع القرار، لم يتمكن مجلس الأمن من اعتماده بسبب "التصويت السلبي من أحد الأعضاء دائمي العضوية" كما أعلن رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي في إشارة إلى الولايات المتحدة. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة
وللمرة السادسة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، استخدمت الولايات المتحدة الخميس حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن دعا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، حيث قالت واشنطن إن الخطوة لم تنجح في إدانة حماس.
ووافق على القرار 14 عضوًا آخر في أقوى هيئة أممية، والذي دعا إسرائيل إلى إزالة جميع القيود المفروضة على إيصال مواد الإغاثة إلى 2.1 مليون فلسطيني يعيشون في غزة ووصف الوضع الإنساني هناك بأنه "كارثي".
ووفقا لتقارير اعلامية ،قبل التصويت، قالت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط توم باراك: "اعتراض الولايات المتحدة على هذا القرار لن يكون مفاجئا."
وتابعت: "فهو (القرار) يفشل في إدانة حماس أو في الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ويضفي الشرعية بشكل خاطئ على الروايات الكاذبة التي تفيد حماس، والتي وجدت للأسف رواجاً في هذا المجلس". وأضافت أورتاغوس أن أعضاء آخرين في المجلس "تجاهلوا" التحذيرات الأمريكية بشأن اللغة "غير المقبولة" وتبنوا بدلاً من ذلك "تصرفات استعراضية تهدف لاستدراج حق النقض".
مشروع القرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، تحترمه جميع الأطراف. وأشار المجلس في مشروع القرار إلى مطالبته بالإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس وغيرها من الجماعات فورا ودون شروط بطريقة تحفظ كرامتهم.
مشروع القرار - الذي قدمته الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن - طالب حكومة إسرائيل بأن ترفع فورا ودون شروط جميع القيود المفروضة على دخول المعونة الإنسانية إلى غزة وتضمن توزيعها - بشكل آمن ودون عوائق - على السكان المحتاجين لهذه المساعدة، ولا سيما من قِبل الأمم المتحدة والشركاء في مجال العمل الإنساني.
المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة السفير داني دانون قال إنه "بتأييد مشروع قرار يجرؤ على التلميح إلى أن إسرائيل تجوع شعب غزة، فإنكم ترددون دعاية حماس".
وأضاف أن نص مشروع القرار "جُرِد من الحقيقة والشجاعة"، وأنه ليس نتاج الدبلوماسية أو عمل الوسطاء، بل العرقلة. وأفاد دانون بأن "ما نراه مجددا هو تمثيل مُدبر بعناية، ومصمم لعناوين الصحف، لا للسلام"
وقال السفير الإسرائيلي إن نص مشروع القرار "يفشل في وصف حماس بالمنظمة الإرهابية، ويفشل في إدانة مذبحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ويفشل في مطالبة حماس بنزع سلاحها وإنهاء دورها في غزة".
وقال دانون: "لن نهدأ حتى يعود كل رهينة إلى وطنه وحتى تُهزم حماس"..
رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة أعرب عن الأسف لعدم اعتماد مشروع القرار، وقال: "يظل المجلس صامتا، وهو ما يكلّف مصداقيته وسلطته ثمنا باهظا. وهذا يثبت أنه عندما يتعلق الأمر بجرائم الفظائع، يجب ألا يُسمح باستخدام (الفيتو)".
ودعا منصور كافة الدول إلى الاضطلاع بمسؤوليتها واتخاذ إجراءات حاسمة "لردع إسرائيل" عن الاستمرار "في تنفيذ مخططاتها الإجرامية". وقال: "إن هذه الدول تمتلك الوسائل اللازمة، وعليها أن تستخدمها، بما في ذلك من خلال نشر قوة حماية دولية وتطبيق إجراءات مساءلة فورية ومؤثرة".
السفير الفلسطيني دعا القادة الذين سيجتمعون في نيويورك خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، أن "يتخذوا بشكل فردي وجماعي القرارات التي ستنقذ غزة، فلسطين، السلام، الشرق الأوسط، وتنقذ نظامنا القائم على القانون الدولي".
وأشار إلى أن الجمعية العامة ستصوت غدا على قرار يطالب بحضور القادة الفلسطينيين إلى نيويورك لحضور الأسبوع الرفيع للجمعية العامة. وأضاف: "نفضل أن يحضر قادتنا شخصيا، ليأتوا بسلام للتعبير عن موقف الشعب الفلسطيني، تماما كما يفعل جميع قادتكم. وسواء شاركوا بطرق أخرى أم لا، فإن فلسطين ستكون هناك".
مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ قال إن بلاده تشعر بخيبة أمل إزاء نتيجة التصويت، مضيفا: "لا يسعنا إلا أن نتساءل كم من الأرواح البريئة يجب أن تُزهق قبل أن يتسنى تحقيق وقف إطلاق النار".
وشدد على أنه لا يمكن للقوة أن تحقق السلام، ولا يمكن للعنف أن يحقق الأمن، محذرا من أن إطالة أمد القتال لن يؤدي إلا إلى مزيد من الموت والكراهية.
وأضاف أن النهج الأمريكي السلبي والمعرقل لعمل المجلس، وحمايتها لانتهاكات قراراته، "هو ما أضعف فعالية هذا المجلس في معالجة قضية غزة".
وأشار إلى الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة في دورتها الثمانين والاجتماع رفيع المستوى حول تنفيذ حل الدولتين، قائلا: "نأمل أن تصغي الدولة المعنية إلى الدعوات القوية للمجتمع الدولي وأن تتخذ القرار الصائب وتُظهر حس المسؤولية تجاه الحياة والتاريخ".
الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة غيروم بونافونت أوضح أن مشروع القرار ركز على القضايا الإنسانية وكرر ثلاثة مطالب مهمة، مشددا على أن بلاده "تدين بشدة تمديد وتكثيف الهجوم الإسرائيلي على قلب مدينة غزة".
وقال إن فرنسا تدعو إسرائيل إلى "إنهاء هذه الحملة المدمرة، التي لم يعد لها أي منطق عسكري، واستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن بهدف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن".
وحذر من أن "تجويع السكان جريمة"، مؤكدا دعم بلاده الكامل للجهات الإنسانية الفاعلة التي تواصل القيام بعملها مجازفة بحياتها، ولوكالات الأمم المتحدة وشركائها.
وجدد كذلك إدانة بلاده لهجمات 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حماس. وأكد أن فرنسا ستواصل الحشد من خلال الرئاسة المشتركة مع المملكة العربية السعودية لمؤتمر تنفيذ حل الدولتين في 22 سبتمبر.
لا يوجد تعليقات