
الصراعات وخاصة في منطقة الشرق الاوسط وتغير المناخ وعدم المساواة والمخاطر التكنولوجية .. ملفات تتطلب تحرك عالمي عاجل ومنسق
- Europe and Arabs
- الجمعة , 19 سبتمبر 2025 9:30 ص GMT
نيويورك: اوروبا والعرب
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأزمة العالمية المتمثلة في الحروب وتغير المناخ وعدم المساواة والمخاطر التكنولوجية تتطلب تحركا عاجلا منسقا. وقبل بدء الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، وجه نداء قويا إلى قادة العالم للعمل لتغيير المسار والتعاون للتصدي للمشاكل المشتركة.
في حوار مع أخبار الأمم المتحدة أجرته ميليسا فليمينغ وكيلة الأمين العام للتواصل العالمي، قال غوتيريش: "إننا نواجه أزمة عالمية، تتضاعف الصراعات في سياق لا تسمح فيه الانقسامات الجيوسياسية بمعالجتها بفعالية".
وأضاف: "هناك شعور بالإفلات من العقاب - كل دولة تعتقد أنها تستطيع فعل ما تشاء. من ناحية أخرى، نرى أن الدول النامية تواجه صعوبات هائلة. كثير منها غارق في الديون دون الحصول على التمويل الميسر الذي تحتاجه لإنعاش اقتصاداتها. ويتزايد عدم المساواة".
التعاون العالمي لا غنى عنه
سلط الأمين العام الضوء على الجبهات المتعددة التي تسعى الأمم المتحدة من خلالها إلى حشد التعاون العالمي.
وقال: "لم تتم السيطرة بعد على تغير المناخ. ولدينا عدة مؤشرات على احتمال صعوبة الحفاظ على هدفنا الرئيسي، وهو إبقاء الارتفاع في درجة حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية" مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. ويشير الأمين العام هنا إلى الحد الأقصى المتفق عليه بموجب اتـفاق باريس بشأن تغير المناخ لعام 2015.
كما حذر من أن التكنولوجيا - رغم أنها تبشر بتوفير الفرص - إلا أنها قد تفاقم الاستقطاب وخطاب الكراهية، مشددا على ضرورة أن تضمن الحوكمة في هذا المجال الحفاظ على إرادة البشر وأن تصبح التكنولوجيا قوة من أجل الخير.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة أن تنبثق عن الاجتماعات رفيعة المستوى الأسبوع المقبل التزامات في مجالات رئيسية هي: خفض انبعاثات الاحتباس الحراري، والإصلاح المالي الدولي، وتعزيز التعددية.
وحث القادة على "عكس مسار الأمور" وقبول إصلاحات الهيكل المالي الدولي من أجل مزيد من العدالة والمساواة.
التركيز على الشرق الأوسط
سيكون السلام والأمن أيضا محور المناقشات الأسبوع المقبل. وقال الأمين العام إنه يتوقع دعما واضحا لحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واتخاذ تدابير فورية لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
وقال: "يجب أن تنتهي المذبحة التي تحدث في غزة... نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار مع الإفراج عن جميع الرهائن فورا".
كما سلط الضوء على الأزمات في السودان وأماكن أخرى وصفها بـ"الصراعات المنسية"، وحثّ على اتخاذ إجراء موحد من قِبل مجلس الأمن لمنع مزيد من المعاناة.
العمل المناخي الآن
أكد السيد غوتيريش أن التزامه بمكافحة تغير المناخ من خلال اتخاذ إجراءات عاجلة لم يتضاءل.
وقال إن على كل دولة عضو أن تقدم خطتها المناخية الجديدة التي تُحقق انخفاضا كبيرا في الانبعاثات لتجنب الوصول إلى مرحلة اللا عودة التي من شأنها أن تؤدي إلى كارثة هائلة الأبعاد على شعوب العالم.
وأشار أنطونيو غوتيريش إلى أن البلدان الأكثر ضعفا، بما في ذلك البلدان الجزرية النامية الصغيرة والدول الأفريقية، تواجه مخاطر غير متناسبة.
على الصعيد الشخصي، رفض غوتيريش أي استسلام لليأس. وقال: "أنا لست متفائلا ولا متشائما، أنا مصمم... علينا أن نبني الأمل ولا نستسلم أبدا حتى نحقق أهدافنا."
وبحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة فانه في عام شابته اضطرابات عالمية متصاعدة - من اتساع رقعة الحروب والصعوبات الاقتصادية إلى التفاقم المستمر لأزمة المناخ - صمدت الأمم المتحدة في وجه التحديات، ساعية إلى تعزيز السلام، ودفع عجلة التنمية المستدامة، وتخفيف المعاناة الإنسانية.
يقدم تقرير الأمين العام السنوي، الصادر يوم الخميس قبيل انعقاد المداولات السنوية رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، عرضا لجهود المنظمة في مواجهة التحديات المتزايدة.
وسلط السيد أنطونيو غوتيريش الضوء في تقريره على مرونة موظفي الأمم المتحدة، الملتزمين ببث الأمل ومساعدة المحتاجين رغم عملهم في ظل ظروف صعبة. وقال: "يظهر هذا التقرير أنه على الرغم من الأوقات العصيبة للغاية - بل وبسببها تحديدا - يمكننا، بل ويجب علينا، مواصلة السعي من أجل عالم أفضل نعلم أنه في متناول اليد".
بالتعاون مع شركائها، نسقت الأمم المتحدة نداء بقيمة 50 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية لـ 198 مليون شخص. "في عام 2024، ساهمت الأمم المتحدة في حشد 25 مليار دولار من هدف التمويل البالغ 50 مليار دولار، مما أتاح وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى 116 مليون شخص في حاجة ماسة إليها في 77 دولة ومنطقة".
وقد مكّن ذلك من تنفيذ برامج منقذة للحياة في القرن الأفريقي، والأرض الفلسطينية المحتلة، والسودان، وأوكرانيا، واليمن، والمناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل في فانواتو، والجفاف في جنوب وشرق أفريقيا، والفيضانات في جنوب شرق آسيا
وفي الوقت نفسه، تكبدت عمليات الأمم المتحدة في عام 2024 خسائر بشرية فادحة. فقد كان العام الأكثر دموية على الإطلاق لموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل 373 عامل إغاثة. وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء الضحايا من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، الذين يعملون في غزة في ظروف قاسية وخطيرة.
وقد أشاد الأمين العام بتضحياتهم خلال إصدار التقرير، مؤكدا التزام الأمم المتحدة الثابت بالوقوف إلى جانب الفئات الأكثر ضعفا في العالم.
بعد أيام يجتمع قادة العالم في مقر الأمم المتحدة خلال المناقشة العامة رفيعة المستوى التي تُعقد في القاعة الشهيرة للجمعية العامة. يتحدث ممثلون عن كافة الدول الأعضاء الـ 193 في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى وفدين بصفة مراقبين. وفي الوقت ذاته، ستشهد أروقة الأمم المتحدة سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى لمناقشة أهم التحديات التي تواجه البشرية. في ظل الأزمات العالمية - من الحروب وتغير المناخ إلى عدم المساواة بين الجنسين ومعضلات الذكاء الاصطناعي - يكتسب هذا الأسبوع رفيع المستوى أهمية تتجاوز كونه تقليدا سنويا. إنه يمثل فرصة حاسمة للمجتمع الدولي للتأمل، وتجديد الالتزام، وإعادة تشكيل مستقبلنا المشترك.
الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة يحمل أهمية خاصة هذا العام لأنه يتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة الدولية
لا يوجد تعليقات