اعلى عدد بلاغات عن العنصرية ضد المسلمين في هولندا .. تقدمت بها جمعيات بسبب منشور لزعيم اليمين المتشدد المعروف بمواقفه المعادية للاسلام


امستردام : اوروبا والعرب 
رسالة نشرها زعيم اليمين المتشدد الهولندي خيرت فيلدرز على موقع X في 4 أغسطس، تُظهر صورة امرأتين نصف وجهين - شابة شقراء على اليسار، وامرأة أكبر سنًا ترتدي حجابًا على اليمين - ومكتوب عليها "اختيارك في 29 أكتوبر"، موعد الانتخابات المقبلة.
بعدها تلقّى موقع العنصرية ـ هولندا " Discriminatie.nl " أكثر من 12,500 بلاغًا حول هذا الأمر من منظمات عدة ، وهو أعلى رقم على الإطلاق. وبحسب وسائل الاعلام في هولندا والدولة الجارة بلجيكا ،  تُشبّه المنظمات، بما في ذلك منظمة مراقبة حقوق المسلمين ومركز الإبلاغ عن الإسلاموفوبيا، هذه الرسالة بالدعاية النازية خلال الحرب العالمية الثانية، والتي صوّرت فئات سكانية على أنها غير إنسانية وخطيرة. وتصفها بأنها "نمط متكرر" من فيلدرز، الذي أُدين سابقًا في قضية مشابهه تعرف باسم "الأقل-الأقل".
ووفي تعليق له على موقع اكس قال فيلدرز اليوم، قدّمت تسع جمعيات مساجد، ومنظمة مراقبة حقوق المسلمين، ومركز الإبلاغ عن الإسلاموفوبيا، واتحاد المنظمات الإسلامية، وجمعية الشباب المسلم، وجمعية نسائية شكوى ضدي. يا للجنون!
لقد ناضلتُ من أجل الحرية والحقيقة طوال حياتي، ولن أنحني لأحد.
وفي منشور اخر لزعيم حزب الحرية الهولندي بي في في جاء فيه "  أجريتُ للتو محادثةً عبرالهاتف  مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بيبي " بنيامين نتنياهو" وأخبرته أنه، بعيدًا عن انتقادات السياسيين الضعفاء ووسائل الإعلام المتحيزة، هناك ملايين وملايين من الناس في أوروبا يدعمونه ويدعمون أفعاله الشجاعة لتحرير إسرائيل وغزة من إرهابيي حماس. نضاله هو نضالنا، لأننا نعتز بالحياة والحرية، بينما هم يعشقون الموت والدمار.
وتسبب انسحاب حزب الحرية الذي يقوده فيلدرز من الائتلاف الحكومي بسبب طلباته بشأن خطط اللجوء والهجره مما ادى الى سقوط الحكومة والعودة من جديد الى صناديق الانتخابات 
ووفقا لتقارير اعلامية فقد ولد فيلدرز في 6 سبتمبر/ أيلول 1963، وبدأ مسيرته السياسية في حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، حيث عمل مساعدًا سياسياً وزاول مهامّ تنظيمية داخل البرلمان.
وفي 1997 انتُخب عضوًا في بلدية أوتريخت، ثم دخل مجلس النواب في العام التالي، قبل أن ينشق عام 2004 بسبب معارضته انضمام تركيا إلى  الاتحاد الأوروبي ويؤسس حزبه الشعبوي "من أجل الحرية".
اشتهر فيلدرز بخطابه المعادي للمهاجرين، خاصة المسلمين، ويرى أن الإسلام لا يتوافق مع القيم الغربية، ووصف القرآن بأنه "كتاب فاشي" ينبغي حظره. 
في 2008، أنتج فيلما مثيرا للجدل بعنوان "فتنة"، حاول فيه الربط بين نصوص قرآنية وأعمال عنف، ما أثار موجة استنكار عالمية.
ورغم أنه ملحد، يقدّم نفسه كمدافع عن "الهوية اليهودية المسيحية لأوروبا". 
وعاش فيلدرز لفترة في إسرائيل، ولا يخفي إعجابه بها، مطالبا بنقل السفارة الهولندية إلى القدس وقال إن "سقوط القدس بيد المسلمين يعني سقوط الغرب".
 واجه  فيلدرز عدة محاكمات بتهم التحريض على الكراهية، خاصة بعد تصريحاته ضد المسلمين والمغاربة. ورغم تبرئته في 2011، فإنه استثمر هذه القضايا لتعزيز صورته كـ"ضحية للقمع السياسي"، ما أكسبه دعما متزايدا من شريحة من الهولنديين الناقمين على التعددية والهجرة.
لاحقًا، وسّع تحالفاته مع تيارات اليمين المتطرف في أوروبا، وتعاون مع زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان لتشكيل تكتل قومي داخل البرلمان الأوروبي.
ويعد فيلدرز تجسيدا للظاهرة الشعبوية في أوروبا، سياسيا بنى نفوذه على التخويف من "الآخر"، واستثمر التوترات الثقافية لصالحه، مستندًا إلى سردية "الدفاع عن القيم الغربية" في مواجهة ما يعتبره تهديدا وجوديا اسمه الإسلام.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات