بروكسل : اوروبا والعرب 
تستضيف بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الاوروبي غدا الاثنين الموافق الثالث من فبراير قمة لقادة دول التكتل الموحد تحت عنوان " الدفاع الاوروبي " ونشرت المؤسسات الاتحادية في بروكسل نص رسالة دعوة من رئيس مجلس الاتحاد أنطونيو كوستا إلى أعضاء المجلس وهم قادة الدول الاعضاء وجاء فيها  " أعتقد أننا نتقاسم تقييمًا مشابهًا للتهديدات التي تواجهها أوروبا. لقد أعاد عدوان روسيا على أوكرانيا الحرب عالية الكثافة إلى قارتنا - منتهكة المبادئ الأساسية للقانون الدولي وتهدد الأمن الأوروبي - إلى جانب الهجمات الهجينة والسيبرانية المتزايدة على الدول الأعضاء واقتصاداتها ومجتمعاتها. يعتمد السلام في أوروبا على فوز أوكرانيا بسلام شامل وعادل ودائم. سيظل هذا السياق الجيوسياسي، الذي يتميز أيضًا بالوضع في الشرق الأوسط، يشكل تحديًا في المستقبل المنظور.
الغرض من هذا الاجتماع هو إعداد الأرضية للقرارات التي سيتعين علينا اتخاذها وتقديم التوجيه للمفوضية والممثل الأعلى أثناء إعدادهما لكتاب أبيض حول مستقبل الدفاع الأوروبي، والذي سيغطي مبادرات الدفاع المشتركة والموارد اللازمة لتطويرها. وكما هو منصوص عليه في أجندة القادة، فإن هدفي هو العودة إلى موضوع الدفاع في المجلس الأوروبي في يونيو 2025.
أقترح أن نستند في مناقشاتنا على مبدأين رئيسيين.
أولاً، تحتاج أوروبا إلى تحمل مسؤولية أكبر عن دفاعها. تحتاج إلى أن تصبح أكثر مرونة وكفاءة واستقلالية وفاعلاً أكثر موثوقية في مجال الأمن والدفاع. وبذلك، ستصبح أيضًا شريكًا عبر أطلسي أقوى، بما في ذلك في سياق حلف شمال الأطلسي، مع الاحترام الكامل لسياسة الأمن والدفاع لبعض الدول الأعضاء مع مراعاة المصالح الأمنية والدفاعية لجميع الدول الأعضاء.
في السنوات الأخيرة، زادت الدول الأعضاء بالفعل إنفاقها الدفاعي الوطني. ولكننا نعلم أن هناك حاجة إلى استثمارات دفاعية إضافية كبيرة من أجل تجديد المخزونات، ورفع مستوى استعدادنا الدفاعي لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات ــ مع التركيز على الأولويات الاستراتيجية وفجوات القدرات الحرجة ــ وتعزيز القاعدة التكنولوجية والصناعية الدفاعية الأوروبية وفقا لذلك.
ثانيا، سوف تظل الدول الأعضاء مسؤولة دائما عن قواتها المسلحة. وفي الوقت نفسه، لدينا مصلحة مشتركة في التعاون بشكل أوثق على المستوى الأوروبي من أجل تعظيم حجم اقتصادياتنا وخفض التكاليف، وضمان التشغيل البيني، وضمان الطلب المستقر والطويل الأجل ــ من أجل إعطاء قدر أكبر من القدرة على التنبؤ لصناعتنا ــ ومنع التكرار. إن مستوى الاستثمار، بما في ذلك في البحث والتطوير، المطلوب لتعزيز قدراتنا ليس في متناول الدول الأعضاء الفردية التي تعمل بمفردها. وعلاوة على ذلك، فإن الدفاع الفعال هو "خير مشترك" يعود بالنفع على جميع الأوروبيين.
كما يجب أن يساهم الاستثمار الدفاعي المتزايد في تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية الشاملة وتماسك الاتحاد الأوروبي من خلال قطاع صناعي قادر على تطوير التميز التكنولوجي في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والمساهمة في خلق فرص العمل. وينبغي أن يؤخذ هدف تعزيز الدفاع الأوروبي في الاعتبار في جميع سياسات الاتحاد ذات الصلة.
من أجل إعداد الخطوات التالية، أود أن أقترح أن نركز مناقشتنا على القضايا التالية:
ما هي القدرات الدفاعية التي ينبغي لنا أن نطورها بطريقة تعاونية كأولوية، وكيف نحددها، نظرًا لأهميتها للأمن الجماعي للاتحاد الأوروبي؟
هل نتفق على إنفاق المزيد من الأموال معًا بشكل أفضل؟ كيف يمكننا تسريع تعبئة التمويل الخاص، ومن خلال أي أدوات تابعة للاتحاد الأوروبي؟ كيف يمكننا استخدام ميزانية الاتحاد الأوروبي على النحو الأمثل، في الأمد القريب والمتوسط ​​والبعيد؟ في ضوء احتياجات التمويل الكبيرة، ما هي الخيارات المشتركة الإضافية التي يمكن النظر فيها؟
كيف يمكننا تعزيز وتعميق الشراكات القائمة؟ ما هي أهدافنا وأولوياتنا مع الشركاء الأوروبيين من خارج الاتحاد الأوروبي؟
لقد دعوت الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للانضمام إلينا لتناول الغداء. وهذا من شأنه أن يوفر لنا فرصة مناسبة لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحًا المتعلقة بالدفاع، وخاصة دعمنا لأوكرانيا، فضلاً عن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
سوف ينضم إلينا رئيس وزراء المملكة المتحدة لتناول عشاء عمل قبل قمة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة التي ستعقد في وقت لاحق من هذا العام. سيكون هذا العشاء هي المرة الأولى التي يلتقي فيها رئيس الوزراء ستارمر بجميع الزعماء السبعة والعشرين. تعد المملكة المتحدة شريكًا رئيسيًا للاتحاد الأوروبي، ولا سيما في مجال الدفاع. أتوقع أن تركز المناقشة على هذا البعد من علاقتنا.
سنبدأ اجتماعنا في الساعة 11.00 صباحًا بتبادل وجهات النظر مع رئيس البرلمان الأوروبي. ثم سنعقد مناقشة أولى ، تليها الغداء مع الأمين العام روته، وجلسة ثانية فيما بيننا والعشاء مع رئيس الوزراء ستارمر.أخيرًا، أود أن أشكر رئيس الوزراء البولندي  دونالد توسك على التعاون الوثيق في التحضير والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد