المستشار عبدالعزيز مكي يكتب ... تعليق المساعدات للأونروا وتضييق كل مقومات الحياه

 

 
إن أسطر على الورق كلاما يقطر آلاما يخترق القلوب بسهام الغدر المُعَد المستعِد لينقَض بسرعة البرق ولو لمجرد الظن بأن خطر ما يهدد الكيان الصهيوني المُغتَر بمعاونة كل أهل الشر اللئام دون روية أو تريث في تقصي الحقائق الناجزة والتثبُت 
وللغدر سهاما جاهزة تهل بغلٍ لا تُخطأ .. وإن تُستنجَد لفعل الخير تتلكأ بكل رذية وخرف وتتفلت عساها تفلت لا تفعل وإن تفعل تفعل على حرفٍ محدود مُضطَرة ولا تلبث أن تفيق ثم تعود لنفق الطغيان المظلم
الولايات المتحدة الأمريكية تقرر تعليق المساعدات الطوعية والتمويل للمنظمة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأُونروا وبعدها كذلك بريطانيا وكندا وأستراليا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا وهولندا وفرنسا واليابان وهذا ما تم حتى الآن وربما يلحق بهم دون نأي آخرون من قطعآن العميان الأشرار .. فأقيموا على حرية الرأى وإستقلالية القرار في الغرب المأتم والعويل

 

كل ذلك إستجابة لمزاعم إسرائيلية مؤداها بأن إثنى عشر موظفا من العاملين في المنظمة الأممية الأُوُنروا قد شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل .. والمنظمة المذكورة من جانبها وعلى الفور أوقفت المدعىَ عليهم عن العمل وأمرت بإجراء تحقيقا موسعا للتأكد من صحة المزاعم الإسرائيلية من عدمها إن يحالفها الصواب أو يجانبها .. ليعاقب من يستحق 
العقاب بإدانتة لاحقا ويُبرأ من تثبت براءته في حينه ..
فهل هذا ولمجرد الإدعاء بالظن من كيان مُجحِف عديم المصداقية مدعاة لوقف المساعدات لمنظمة أممية تضطلع برسالة إنسانية نحو ما يقرب من مليون ونصف لاجئ فلسطيني مُهان في غزة وطريد في الأردن وسوريا ولبنان تساعدهم المنظمة في أبسط متطلبات 
الحياة الأساسية والصحة والتعليم والبنية التحتية .. فمن أجبرهم على ذلك ظلما وعدوانا .. لا أحد يهتم 
وما كان جوابكم .. شتت الله جمعكم عصفا عصف ...في قصف المنشآت الصحية والمدارس والجامعات والكنائس وسيارات الإسعاف ومئات الآلاف من منازل الأفراد دون جريرة أو ذنب وقتل الأبرياء بعشرات الآلاف ممن لم يعلموا بأمر الطوفان إلا من إعلامكم .. 
أليست الإبادة الجماعية لشعب بكامله والتطهير العرقي الممنهج المخيف كانا الأحوج للتوقيف
وأنتم تقوم قيامتكم ولا تُمهِل ولا تُهمِل عندما يُقتَل منكم فردا عادي ولا حياة لمن تنادي ولا إسعاف عندما يُقتَل منا الآلاف بدمٍ بارد وموت القلوب و رد الفعل منكم على الدوام مُذري صادم وفق الهوى بكلامٍ موتور جائر فارغ من أي محتوى ... 
ومن يدري فلربما تدور عليكم الدوائر هذه المرة بصحوة الشعوب الأبية ويقظة الضمائر الحرة

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات