اوروبا تواجه الحرائق والحرارة العالية بالتزامن مع العواصف العنيفة.. بسبب التغير المناخي
- Europe and Arabs
- الأربعاء , 9 يوليو 2025 7:16 ص GMT
بروكسل : اوروبا والعرب
اجتاحت حرائق غابات واسعة جنوب أوروبا، متسببة في إتلاف آلاف الهكتارات من الأراضي، وتعليق الرحلات الجوية، وسط استمرار موجة حر قياسية تضرب المنطقة.
ونقلت وسائل اعلام في بروكسل ماذكره شهود عيان من السياح البلجيكيين انه غمرت مدينة مرسيليا الساحلية الفرنسية يوم الثلاثاء توهجًا برتقاليًا ودخانًا كثيفًا. وقالت امرأة فلمنكية كانت تقضي عطلتها مع عائلتها: "انبعثت رائحة النار من المدينة بأكملها، وتصاعد الرماد من السماء". وفي أماكن أخرى من أوروبا، تشهد حرائق غابات خطيرة أيضًا. وقالت الصحف البلجيكية " تشتعل الحرائق منذ عدة أيام في جنوب فرنسا. في البداية، أثرت عمليات الإخلاء وتلوث الدخان بشكل رئيسي على المخيمات والمناطق الريفية، ولكن بحلول عصرأمس الثلاثاء، اتضح أن مدينة مرسيليا الساحلية وسكانها الذين يزيد عددهم عن 800 ألف نسمة مهددون بحريق جديد.
واندلع حريق الغابات في بلدية قريبة من مطار مرسيليا بعد حريق سيارة على الطريق السريع. ونتيجة لذلك، اضطر المطار أيضًا إلى الإغلاق. وفي لمح البصر، التهمت النيران أكثر من 700 هكتار، ووصلت النيران إلى "أقرب أبواب المدينة"، وفقًا لرئيس البلدية. وطُلب من جميع السكان البقاء في منازلهم وإغلاق نوافذهم وأبوابهم. تم إخلاء ما مجموعه 500 شخص من الضواحي.
أغلقت السلطات الفرنسية مطار مدينة مرسيليا ظهر الثلاثاء، بعد اندلاع حريق في محيط المنطقة، ما أدى إلى توقف جميع رحلات الإقلاع والهبوط.
وكشفت وسائل إعلام فرنسية أن الحريق اقترب بشكل خطير من محيط المطار، ما استدعى إيقاف الحركة الجوية كإجراء وقائي.
كما سجلت أيضاً حرائق جديدة قرب الحدود الفرنسية الإسبانية، حيث طالت النيران نحو ألفي هكتار من الأراضي.
وبدأ الحريق من مزرعة كروم جنوب مدينة ناربون، ثم امتد بفعل الرياح القوية التي ساعدت على انتشاره السريع.
شارك أكثر من ألف رجل إطفاء خلال الليل في محاولة للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى المناطق السكنية المجاورة
وفي نفس الصدد اندلعت النيران قرب مدينة تاراغونا في شمال شرق إسبانيا، حيث التهمت أكثر من 2300 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات بحسب ما نقلت وكالة الأنباء TT.
ودعت السلطات آلاف السكان في المناطق المحيطة إلى التزام منازلهم، محذّرة من تفاقم الوضع بسبب الرياح العاتية.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل سحباً كثيفة من الدخان تتصاعد من الغابات، بينما امتدت ألسنة اللهب بسرعة، في ظل رياح تجاوزت سرعتها 25 متراً في الثانية.
كما كشفت فرق الإنقاذ أن جهود الإطفاء استمرت طوال الليل، وسط ظروف جوية صعبة، وحرارة مفرطة أعاقت عمليات السيطرة على الحريق.بحسب مانشر موقع شبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورونيوز"
وسجلت منطقة الأندلس الإسبانية درجات حرارة قياسية، بلغت 46 درجة مئوية في بلدة غراندو نهاية يونيو، في وقت أعلنت هيئة الأرصاد الإسبانية أن متوسط درجة الحرارة في يونيو بلغ 23.6 درجة، متجاوزاً الرقم القياسي المسجل عام 2017.
وسبق ذلك ان اجتاحت حرائق غابات سريعة الحركة، مدفوعة برياح عاتية، جنوب جزيرة كريت اليونانية، ما أجبر أكثر من 1500 شخص على إخلاء منازلهم وفنادقهم في ظل ظروف مناخية قاسية.
اندلعت النيران في منطقة إيرابترا، حيث أتت على مساحات من الغابات والأراضي الزراعية، في وقت كافح فيه 230 عنصر إطفاء للسيطرة على الحريق، مع مشاركة عشر طائرات. وتمكنت فرق الإنقاذ من إجلاء شخصين بواسطة قارب، فيما وُضعت ست سفن خاصة في حالة استعداد تحسبًا لأي طارئ.
وقد أسفرت النيران المشتعلة عن أضرار في المنازل، عانى بعض السكان من صعوبات في التنفس استوجبت تدخّلًا طبيًا، دون تسجيل إصابات خطيرة. وليلاً، أضاءت ألسنة اللهب السماء قرب منطقتي فيرما وأشليا، بينما اصطفت سيارات الطوارئ على الطرق الساحلية.
وحذّرت السلطات من استمرار خطر اندلاع الحرائق في أنحاء الجزيرة وجنوب اليونان، مع تواصل موجة الحر والجفاف في فصل الصيف.
وتُعد كريت من أبرز الوجهات السياحية في اليونان، وتستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار المحليين والأجانب.
وبالتزامن مع كل هذا اجتاحت عواصف قوية مناطق واسعة من وسط وشرق أوروبا خلال الأيام الماضية، مخلفةً خسائر بشرية ومادية كبيرة، في أعقاب موجة حر شديدة ضربت القارة.
في شمال إيطاليا، لقيت امرأة تبلغ من العمر 63 عامًا مصرعها قرب مدينة ميلانو بعد أن سقطت عليها شجرة بفعل الرياح العاتية. كما أُصيب عاملان من فرق البلدية أثناء مشاركتهما في إزالة الحطام خلال الليل.
وتسببت العواصف في أضرار جسيمة طالت عدة دول، بينها هنغاريا وسلوفاكيا وكرواتيا وصربيا، حيث شهدت الأخيرة اندلاع مئات حرائق الغابات في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وفي كرواتيا، تسببت الأمطار الغزيرة في تضرر منشآت حيوية بينها ملعب وميناء مدينة سبليت.
أما في سلوفاكيا، فتجاوزت سرعة الرياح حاجز 100 كيلومتر في الساعة، مما أدى إلى اقتلاع أسقف منازل وتعطيل حركة النقل والمواصلات.
ويحذر العلماء من أن موجات الحر والعواصف العنيفة باتت أكثر تكرارًا وحدة نتيجة تغيّر المناخ، في وقتٍ تواجه فيه أوروبا تزايدًا في وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة عامًا بعد عام.
الصورة نشرتها صحيفة نيوزبلاد البلجيكية
لا يوجد تعليقات