محمد حمدي يكتب :سنة أولى غُربة
- Europe and Arabs
- السبت , 20 أغسطس 2022 20:39 م GMT
أكثر ما يحتاج إليه الشخص في أولى أيام غربته عن الوطن هو الدعم المعنوي من زميل أو قريب مخلص سبقه في تجربته لأن من عاش ليس كمن سمع .
قبل ١٦ عاما وتحديدا في ١٤ أغسطس ٢٠٠٦ كان ختم المغادرة قد طبع على جواز سفري المصري في طريقي من الكويت إلى مطار دالاس في ولاية فيرجينيا الأمريكية وهو الميناء الجوي الدولي لواشنطن وضواحيها .
لم أكن ذاهبا في رحلة سياحية مع أسرتي إنما للعمل بعد أن قبلت عرضا قدم لي من مؤسسة إعلامية موجهة للشرق الأوسط ... كانت تلك بداية لمرحلة جديدة في حياتي عرفت بعدها حقيقة ما قاله الإمام الشافعي رحمة الله عليه : تغرب عن الأوطان في طلب العُلى .. وسافر ففي الأسفار خمس فوائد : تفريج هم ، واكتساب معيشة ، وعلم ، وآداب ، وصحبة ماجد.
لكن لم يكد يمر عام ونصف إلا وأجد نفسي مكتئبا ، شعرت بالوحدة رغم أن أسرتي كانت معي وكل شيئ حوالينا جميل وهادئ والناس ودودة للغاية لكن العادات غير العادات والأكل غير الأكل والفسح غير الفسح ، حتى في تفصيلة صغيرة من الحياة العربية مثل المقهى الذي اعتدت أن أنزل إليه قرب المنزل مع الأصدقاء نتسامر ونتشارك هموم الغربة والوطن .
لا يوجد تعليقات