المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : ناجي قلبك وصارحه بعيبك وذنبك .. ولا تجرحه

 

لا تُسلِم فؤادك ولا تُلجِم مرادك إن ضَلَت في الليل القوافل وإن إِختلَت القوافي وإنهار النَظم وكلَت العوافي والحِيل والنجم آفِل ، وقد فَر النهار والنُدام وتلاشيا وراء الحُجب وغارت الأقدام والريح عاصف والأرض غير الأرض في عتمة الليل الخاسف والسكان ، وإن تسأل الركام عن العنوان وعن الإنسان وعن الجمع لا يُجِب ، فلا تتخاذل ولا تغتم ولا تخف الأهوال ولا تتقهقر وجاهد وكفكف الدمع واسترق السمع وقِف لتتنهد الصعداء وتستقر وتتوازن ثم واصل وعينك للسماء تنشد المآذن لتتأكد بأن قلبك يصدقك بربك لا يتركك يراك ويسمعك .. يحدق فيك ويحلق معك يردد معك لا يشرك واحد واحد أحد يعطيك حال يمنعك إن تستوعب المآل من بعد فلا تندم .. يغنيك عن السؤال والطلب فتمهَل بمآثر الدعاء ، وكل الدعاء ميسورا .. حتى تُبصِر الحكمة في المنع وفي العطاء وتدرك المسجد وإن لم تجد الماء والمسجد فتيمم وارفع الأذان وكبر واركع واسجد فقد جُعِلَت لك الأرض طهورا وسبح بالحمد واشكر واخلد للنوم في أمن وانذر لله صوم حق ولا تفتًر وصم الآذان عن هواجس الفكر وعلة الشعور وقلة النور وافطر على شربة ماء أو شق تمر بقناعة وروِح عن النفس بصيدٍ ثمين أو بأبيات شعرٍ فيه شوق أو بحلو الذكريات أو بحديث النفس عن النهر العظيم الفرات وعن الشهر الكريم والزكاة والمصباح والمشكاة وعن المهر المدفوع بسخاء وعن الوفاء وعن الحور المِلاَح وعن العشق الممنوع حتى في الخيال وعن المعشوق صعب المنال وعن الأمر والنهي وعن المجهول في مختلف الدروب وعن الصباح إن لاح بسفاسف الذنوب واللمم وسيئ الظنون وتُخمة الآمال ولمة العيال وعن القلوب حين تصفو وحين تجفو وحين تغفو وحين تصحو وحين تناكف العيوب وعن السماح المكنون خلف زحمة الصياح والعتاب .. 
فتعلم كيف تتكلم في سلام وأمان وكتمان بسعة لمدة مع قلبك في كل الظروف في الوسَع وفي الشِدة لا تتلكأ ولا تعدو ، فللقلوب روح وعقول وآذان وعيون ولغة وفقه معروف ودين وطرائق عدة وحدائق وأعناب وزيتون ورمان وغلمان كاللؤلؤ ، وسقوف بلا عمد تعانق السماء وفتوح تُعتمَد من رب السماء حين تغدو وتروح

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات