
وكالات أممية من غزة : نقص الوقود الحاد يؤثرعلى المستشفيات والمخابز وشبكات المياه .. الاطفال يقضون أياما بلا طعام والأمهات يمنعوهم من اللعب لتوفير الطاقة .. تحذير من تفشي الامراض
- Europe and Arabs
- الأحد , 13 يوليو 2025 6:46 ص GMT
غزة ـ نيويورك : اوروبا والعرب
حذرت وكالات أممية من أن نقص الوقود في غزة قد وصل إلى مستويات حرجة، مشيرة إلى أن الوقود يعد عصب الحياة في القطاع حيث يشغل المستشفيات، وشبكات المياه، وشبكات الصرف الصحي، وسيارات الإسعاف، وجميع جوانب العمليات الإنسانية.
جاء هذا في بيان مشترك أصدره كل من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صندوق الأمم المتحدة للسكان، مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.
وقالت الوكالات الأممية في بيانها إن إمدادات الوقود ضرورية لتحريك أسطول نقل السلع الأساسية عبر القطاع، ولتشغيل شبكة من المخابز التي تنتج الخبز الطازج للسكان المتضررين، محذرة من أنه بدون الوقود، ستختفي هذه الموارد الحيوية لـ 2.1 مليون شخص.
وحذرت الوكالات من أنه عندما ينفد الوقود، فإنه يلقي بعبء جديد لا يُحتمَل على سكان يتأرجحون على حافة الجوع.
وأضافت أنه بدون وقود كاف، من المرجح أن تضطر وكالات الأمم المتحدة التي تستجيب لهذه الأزمة إلى وقف عملياتها بالكامل، مما يؤثر بشكل مباشر على جميع الخدمات الأساسية في غزة. وهذا يعني انعدام الخدمات الصحية، وانعدام المياه النظيفة، وانعدام القدرة على إيصال المساعدات.
تهديد للجهود الإنسانية
وحذرت الوكالات الأممية أيضا من أنه بدون وقود كاف، تواجه غزة انهيارا في الجهود الإنسانية، مشيرة إلى أن المستشفيات متوقفة بالفعل، ووحدات الولادة وحديثي الولادة والعناية المركزة تتعطل، وسيارات الإسعاف لا تستطيع التحرك، وستظل الطرق ووسائل النقل مغلقة، مما يحاصر المحتاجين، وستتوقف الاتصالات، مما يعيق تنسيق جهود إنقاذ الحياة ويعزل الأسر عن المعلومات المهمة وعن بعضها البعض.
وأضافت أنه بدون وقود، لن تتمكن المخابز والمطابخ المجتمعية من العمل، وستتوقف أنظمة إنتاج المياه والصرف الصحي، مما يترك الأسر بدون مياه شرب آمنة، بينما تتراكم النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي في الشوارع.
وقالت الوكالات إن هذه الظروف تعرض الأسر لتفشي أمراض مميتة وتدفع الفئات الأكثر ضعفا في غزة نحو الموت. وذكرت الوكالات الأممية بأنه لأول مرة منذ 130 يوما، دخلت كمية صغيرة من الوقود إلى غزة هذا الأسبوع، مضيفة أن هذا تطور مرحب به، ولكنه جزء صغير مما هو مطلوب يوميا للحفاظ على الحياة اليومية وعمليات الإغاثة الحيوية.
وأوضحت أنه لا يمكن لوكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني المبالغة في مدى إلحاح هذه اللحظة، حيث يجب السماح بدخول الوقود إلى غزة بكميات كافية وبشكل مستمر لدعم عمليات إنقاذ الحياة.
حذر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، من أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة من التدهور، حيث يعاني جميع سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي، ويواجه نحو 500 ألف شخص خطر الجوع الشديد، وسط تقييد خطير لوصول المساعدات الإنسانية.
كارل سكاو تحدث إلى الصحفيين في نيويورك، ، في أعقاب زيارة إلى غزة. وقال للصحفيين: "خلاصة ما توصلت إليه هي أن الوضع أسوأ مما رأيته على الإطلاق من قبل، وذلك من ناحيتين: أولا، الاحتياجات الإنسانية أعلى من أي وقت مضى. ولكن أيضا، قدرتنا على الاستجابة والمساعدة مقيدة أكثر من أي وقت مضى".
وتطرق المسؤول الأممي إلى تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي صدر قبل بضعة أسابيع، والذي أشار إلى أن جميع السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن 500 ألف شخص يعانون من الجوع الشديد.
سكاو قال إن الوضع لم يتحسن منذ نشر التقرير، بل على العكس، أصبح أسوأ بكثير الآن. وأوضح أن سوء التغذية يتفاقم، مشيرا إلى إحصائيات اليونيسف التي أفادت بأن 90 ألف طفل الآن بحاجة ماسة للعلاج من سوء التغذية، وأن واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص في غزة يمضي أياما دون تناول أي طعام.
وأضاف: "التقيت بالعديد من تلك العائلات التي أخبرتني أنها تقضي أياما لا يأكل فيها أطفالهم على الإطلاق، ولكن في الأيام التي يأكلون فيها، غالبا ما يتناولون حساءً ساخنا مع حفنة شحيحة من العدس أو قطع قليلة من المعكرونة. وأخبرتني أمهات كيف يحاولن منع الأطفال من اللعب حتى لا يستهلكوا طاقة أكثر مما يمكن توفيره لهم من خلال الطعام".
وأوضح كارل سكاو أن حقيقة أن الناس يموتون الآن كل يوم وهم يحاولون الحصول على الطعام هو أوضح مثال على مدى يأس الوضع.
لا يوجد تعليقات