ثلاث سنوات على حوادث انابيب نورد ستريم في بحر البلطيق .. الامم المتحدة تطالب بعدم تسييس نتائج التحقيقات .. موسكو رفضت الاتهامات ووصفته بهجوم ارهابي دولي


نيويورك : اوروبا والعرب 
دعا مسؤول رفيع المستوى بالأمم المتحدة إلى ضبط النفس والتحلي بالصبر بينما يتم انتظار نتائج التحقيقات الجارية وأي إجراءات قانونية بشأن حوادث خطوط أنابيب غاز "نورد ستريم" في أيلول/سبتمبر عام 2022. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة  صباح الاربعاء 
وفي إحاطة أمام اجتماع لمجلس الأمن بشأن هذا الموضوع عقد مساء امس الثلاثاء بناء على طلب من روسيا، ذكَّر ميروسلاف ينتشا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا وآسيا الوسطى والأمريكتين بأن "ذلك الحادث زاد من المخاوف بشأن سلامة وأمن البنية التحتية المدنية الحيوية في ظل تصاعد التوترات في المنطقة".
وقدم تلخيصا لما حدث آنذاك عندما تم الإبلاغ بين 26 و29 أيلول/سبتمبر 2022 عن أربعة تسريبات في خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2" اللذين يقعان في المياه الدولية، ضمن المنطقتين الاقتصاديتين السويدية والدانمركية في بحر البلطيق.
واستشهد بدراسة أُجريت في كانون الثاني/يناير 2025 بتنسيق من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والتي خلصت إلى أن الحادث أدى إلى "أكبر تسرب لغاز الميثان من صنع الإنسان على كوكب الأرض". 
وأضاف أنه بحسب الخبراء، فإن تسرب الغاز من أنابيب نورد ستريم على المدى القصير ساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بما يعادل قيادة 8 ملايين سيارة لمدة عام.
تجنب تسييس نتائج التحقيقات
وأشار المسؤول الأممي إلى إطلاق السلطات الدانمركية والألمانية والسويدية تحقيقات وطنية منفصلة في الحادث، وأنها أبلغت المجلس دوريا بالمستجدات. وتطرق كذلك إلى مراسلات من روسيا إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن في العام الماضي بشأن هذا الموضوع.
وقال ينتشا: "تشير المعلومات المقدمة أيضا إلى أنه كجزء من هذا التحقيق، أعلن المدعي العام الاتحادي في ألمانيا أنه تم القبض على مواطن أوكراني في إيطاليا في 21 آب/أغسطس 2025، بناء على مذكرة توقيف أوروبية طلبت من السلطات الألمانية".
واستنادا لتلك المعطيات، أفاد ينتشا بأن "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتعليق على التحقيقات الجارية أو الإجراءات القانونية".
وشدد المسؤول الأممي على أن أي ضرر متعمد للبنية التحتية المدنية الحيوية يثير قلقا بالغا، وأنه يجب إدانة مثل هذه الحوادث والتحقيق فيها.
ونبه إلى أنه "في ظل البيئة الأمنية المتقلبة الحالية، نحث أيضا على تجنب تسييس أي نتائج أو تطورات مرتبطة بجهود التحقيق الجارية أو التكهن بها"، مشددا على الأهمية البالغة للتعاون والثقة والحوار بين جميع المعنيين.
تفجير خطوط أنابيب نورد ستريم، هي سلسلة من أربعة تفجيرات ضربت خطوط أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، نتج عنها تسريبات للغاز في بحر البلطيق امتدت ما بين 26 و29 سبتمبر 2022. يُعتقد أن التفجيرات حدثت بفعل فاعل بقصد التخريب المتعمد؛ بينما لا تزال هوية الجناة والدوافع وراء هذا التفجيرات محل نقاش، في حين لم تصدر نتائج التحقيقات الرسمية حتى الآن.
مُدَّت خطوط أنابيب نورد ستريم الأول ونورد ستريم الثاني لأغراض نقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا وأوروبا الغربية عبر بحر البلطيق. تعود ملكية مشروع خطوط نورد ستريم في معظمه لشركة الغاز الحكومية الروسية غازبروم. كانت خطوط أنابيب نورد ستريم قبل التسريبات، مليئة بالغاز الطبيعي بعد أن أوقفت عن العمل بسبب الخلافات بين روسيا والاتحاد الأوروبي في أعقاب غزو أوكرانيا، وفي 26 سبتمبر 2022، عند الساعة 02:03 بالتوقيت المحلي، أعلن عن اكتشاف أول انفجار في خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي سجل وجود انخفاض في ضغط الأنابيب ونتج عن ذلك تدفق للغاز الطبيعي إلى سطح البحر جنوب شرق جزيرة بورنهولم الدنماركية. بعد سبعة عشر ساعة من ذلك، ظهرت على سطح البحر ثلاثة تسريبات منفصلة شمال شرق بورنهولم، كانت قد حدثت بسبب تخريب مماثل تعرض له نورد ستريم 1. أصبحت الأنابيب الثلاثة المتضررة غير صالحة للعمل، وأعلنت مصادر ألمانية أن الأضرار التي تعرضت لها الأنابيب نتيجة الانفجارات قد تؤدي مع تأخر إصلاحها إلى القضاء على مشروع نورد ستريم إلى الأبد. تقع المواقع التي تعرضت للتخريب ضمن المياه الدولية، وداخل المناطق الاقتصادية بين الدنمارك والسويد.
تزامنت التفجيرات التي تعرضت لها خطوط أنابيب نورد ستريم مع افتتاح بولندا والنرويج لخط أنابيب البلطيق، وهو مشروع إستراتيجي لنقل الغاز النرويجي من بحر الشمال إلى أوروبا عبر الدنمارك، يُعمل على أن يحل محل خطوط أنابيب نورد ستريم الروسية.
أعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن عن تسجيل انفجارات، قالت إنها متعمدة وليست حوادث عرضية. وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون إن تسرب الغاز من نورد ستريم من المحتمل أن يكون تخريبًا، وأعرب  وقتها مسؤولو الاتحاد الأوروبي والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ عن وجهات نظر مماثلة. في وقت سابق، أشار العديد من المحللين إلى أن الظروف المحيطة بالحادثة تبدو مشبوهة وربما كانت أعمالًا تخريبية. قالت شركة «نورد ستريم أي جي» المشغلة للخطوط والمملوكة لشركة غازبروم، إن خطوط الأنابيب تعرضت لأضرار «غير مسبوقة» في يوم واحد.
في 29 سبتمبر 2022، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاتهامات التي حملت روسيا المسؤولية عن الانفجارات، ووصفها بأنها «متوقعة، وغبية، وعبثية»، وفي ذلك اليوم، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانفجارات الذي تعرضت لها خطوط أنابيب نورد ستريم بأنه «عمل غير مسبوق من أعمال الإرهاب الدولي».

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات