قمة الدوحة للتنمية الاجتماعية:السبيل إلى مجتمعات أكثر عدالة يبدأ من الفصول الدراسية..نهج سياساتي جديد لمكافحة الفقر..مع اعتماد القادة لـ إعلان الدوحة السياسي يجب ترجمة الالتزامات إلى عمل واستثمار.


الدوحه : اوروبا والعرب 
احتلت قضية التعليم مركز الصدارة في اليوم الافتتاحي للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المنعقدة في الدوحة، حيث شدد القادة والمربون والمدافعون عن الشباب على أن التعليم يشكل أساسا لبناء مجتمعات شاملة وقادرة على الصمود.
مركز قطر الوطني للمؤتمرات الفسيح، المكتظ بالوفود والطلاب وممثلي المجتمع المدني وواضعي القوانين من مختلف دول العالم، جسَّد حجم هذا الحدث.
سُجل ما يقرب من 14,000 مشارك في القمة التي تجمع الحكومات والمنظمات الدولية والجهات الفاعلة المجتمعية لصياغة رؤية للتنمية الاجتماعية تركز على الإنسان على مدى العقد المقبل.
التعليم أساس العقد الاجتماعي الجديد وحسب ماجاء في نشة الاخبار اليومية للامم المتحدة  فقد 
انطلق اليوم الافتتاحي للقمة بعقد فعالية رفيعة المستوى تحت شعار: "التعليم كأساس للعقد الاجتماعي الجديد". وقد وجهت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر كلمة افتتاحية دعت فيها إلى مضاعفة الجهود نحو التعليم بوصفه المنطلق الأساسي للعدالة واغتنام الفرص.
وأشارت سموها إلى أن 272 مليون طفل محرومون حاليا من التعليم، وكثيرون منهم بسبب الصراعات، وشددت على أن التقدم مستحيل إذا استمر الإقصاء. وقالت: "التعليم ليس ترفا، ولا منحة تُمنح. إنه حق – ومسألة وجودية لمستقبل الأمم".
وعزز الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذه الرسالة، واصفا التعليم بأنه "أفضل أداة لمكافحة الفقر لدينا". لكنه حذر من اتساع التفاوتات، والنقص المزمن في الاستثمار، والنقص العالمي في عدد المعلمين المدربين.
ودعا إلى إصلاح "التصدعات في هذا الأساس الحيوي"، مطالبا بسد الفجوات الرقمية، وتعزيز دعم المعلمين، والتعامل مع التعليم ليس كتكلفة، بل كاستثمار استراتيجي.
وفي مؤتمر صحفي لاحق، أكد السيد غوتيريش على أن إعادة بناء الأنظمة التعليمية ستكون ضرورية في سياقات الأزمات، بما في ذلك غزة والسودان.
وقال: "يجب أن يكون التعليم ركيزة أساسية لأي مشروع إعادة إعمار في غزة".
حوار الرؤساء
تضمنت الجلسة أيضا حوارا رفيع المستوى مع رؤساء كينيا وألبانيا وبالاو، الذين أكدوا أن التعليم هو استثمار في التنمية البشرية والنمو المستقبلي.
ودعا رئيس كينيا ويليام روتو إلى مواءمة التعليم مع الاحتياجات الرقمية وسوق العمل؛ وأكد رئيس ألبانيا بايرام بيغاي على التعليم كحق عالمي؛ وسلط رئيس بالاو سورانجيل ويبس الضوء على أهمية ضمان وصول التعليم في المجتمعات النائية والجزرية.
حلول منبثقة من القمة
عبر أروقة مقر انعقاد المؤتمر، بحثت الجلسات المتمحورة حول الحلول في سبل قابلة للتطبيق لتنمية الفرص وتعزيز الحماية الاجتماعية.
في جلسة رئيسية حول الحماية الاجتماعية الشاملة، شددت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ندى الناشف، على أن الحماية الاجتماعية "ليست صدقة، بل حقا إنسانيا"، وهي ضرورية لتحقيق العدالة والقدرة على الصمود
وسلطت الضوء على التقدم المحرز في توسيع التغطية لتشمل العمالة غير الرسمية وحثت على إجراء إصلاحات مالية دولية لحماية الاستثمار العام. وقالت: "الحلول العملية في متناول اليد. دعونا نحول الالتزامات إلى أفعال".
نهج سياساتي جديد لمكافحة الفقر
وقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائيتحليلا جديدا يحث الحكومات على تجاوز عتبات الفقر التقليدية. يقترح موجز السياسات الصادر عنه إنشاء "حدود أدنى للرخاء" — لضمان ألا يتمكن الناس من الإفلات من الفقر فحسب، بل أن يظلوا أيضا قادرين على الصمود في وجه الصدمات مثل المرض أو فقدان الوظيفة أو الكوارث المتعلقة بالمناخ.
ووفقا للتحليل، يمكن لـ 411 مليون شخص أن ينتقلوا من الفقر إلى الأمن الأساسي بحلول عام 2030 إذا اتبعت البلدان نموا كثيفا للوظائف، وحماية اجتماعية قابلة للتكيف، وسياسات تحسن الأجور وظروف العمل.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قال هاوليانغ شو، القائم بأعمال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "من خلال العمل الحاسم والمتكامل، يمكننا كسر حلقة الضعف وتحقيق رخاء دائم. لقد أظهرت الثلاثون عاما الماضية أن التقدم ممكن،" مشيرا إلى إعلان كوبنهاغن لعام 1995 الذي حدد لأول مرة الالتزامات العالمية بشأن التنمية الاجتماعية.
حان وقت التنفيذ
من حوارات الشباب إلى المناقشات حول الإدماج الرقمي، والتغذية، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل اللائق، والمجتمعات التي تعاني من الشيخوخة، شدد المشاركون على رسالة مشتركة: التقدم ممكن، ولكن يجب أن يتجذر في الاحتياجات الحقيقية على أرض الواقع.
ومع اعتماد القادة لـ إعلان الدوحة السياسي، يتحول الاهتمام الآن إلى ترجمة الالتزامات إلى عمل واستثمار.
"سفراء أهداف التنمية المستدامة"
شارك في اليوم الافتتاحي للقمة أطفال صغار يعرفون أنفسهم بـ "سفراء أهداف التنمية المستدامة" وهم يمثلون أصغر وفد مشارك في القمة العالمية للتنمية الاجتماعية في الدوحة. هؤلاء الأطفال جزء من مبادرة مجتمعية قطرية تضم أطفالا تتراوح أعمارهم بين 10- 14 عاما. وتهدف المبادرة إلى رفع الوعي لدى الصغار بأهداف التنمية المستدامة
ويشارك رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، وقادة المجتمع المدني، ومندوبو الشباب، والعمال وممثلو القطاع الخاص - في الجلسات العامة، واجتماعات المائدة المستديرة رفيعة المستوى، والمنتديات الموازية التي تركز على الحماية الاجتماعية، وعدم المساواة، والعمل اللائق، وإدماج الفئات المهمشة.
و ألقى الأمين العام أنطونيو غوتيريش كلمة في حفل الافتتاح" الثلاثاء.وسلط الضوء على التقدم المحرز منذ القمة الاجتماعية الأولى في كوبنهاغن عام 1995، مع التأكيد على التحديات العالمية الكبرى، بما في ذلك تفاقم التفاوتات، والبطالة، والفقر، والنزاعات، والمعاناة الإنسانية الواسعة النطاق.  وشارك الأمين العام، أثناء وجوده في الدوحة، في فعالية جانبية حول التعليم ويعقد اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين
وحسب نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة  فان فكرة أن تركز التنمية على الإنسان وأن تكون شاملة وعادلة ليست جديدة. إنها رؤية التزم بها العالم قبل 30 عاما في قمة الأمم المتحدة في كوبنهاغن، ولا يزال صداها يتردد حتى اليوم.
ويجتمع قادة من جميع أنحاء العالم في العاصمة القطرية الدوحة،في الفترة من 4 إلى 6 تشرين الثاني/نوفمبر، لتقييم التقدم ومعالجة الفجوات المستمرة ورسم مسار جديد للمضي قدما.
يكمن في جوهر الاجتماعات سؤال بسيط ولكنه مؤثر: كيف يمكننا ضمان عدم تخلف أحد عن الركب؟
لي جونهوا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية قال إن القمة تأتي في لحظة حرجة. وأضاف: "تتسع أوجه عدم المساواة، وتتآكل الثقة، وتكافح المجتمعات في ظل الصراعات والصدمات المناخية والتغير التكنولوجي السريع. ومع ذلك، نشهد أيضا ابتكارات استثنائية، وقدرة على الصمود، وتضامنا. هذه فرصتنا لإعادة بناء الثقة بين الحكومات وشعوبها، وبين الدول أيضا".

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات