الرئيس الامريكي في مقابلة نادرة : تحدث عن تجارب نووية وحروب تلوح في الأفق والوضع في سوريا واتفاقيات أبراهام في السعودية.. ترامب وجّه رسائل نارية لخصومه من فنزويلا إلى الصين

 

واشنطن ـ بروكسل : اوروبا والعرب

ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في برنامج "60 دقيقة" ليلة الأحد، مع مقدمة البرنامج نورا أودونيل، متطرقًا إلى العديد من القضايا، بما في ذلك الأعباء الاقتصادية على الأمريكيين، والتحديات في السياسة الخارجية، ومسألة الإغلاق الحكومي، وغيرها من الموضوعات. بحسب ماذكر موقع شبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورونيوز" صباح الاثنين مضيفا " وجاءت هذه المقابلة التلفزيونية النادرة مع ترامب بعد عام من رفعه دعوى قضائية ضد الشبكة نفسها بسبب مقابلة مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، والتي أسفرت عن دفع الشبكة 16 مليون دولار له لتسوية القضية. كما جاءت في وقت كانت فيه الشركة الأم للشبكة بحاجة إلى موافقة إدارته على صفقة اندماج كبيرة، ما أعطى الحدث أهمية خاصة.
فنزويلا: أيام مادورو معدودة
اعتبر البعض أن إجابات ترامب كانت غامضة بعض الشيء بشأن فنزويلا، فعند سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستشن حربًا عليها، أجاب: "أشك في ذلك، لا أعتقد"، لكنه أشار لاحقًا إلى قرب انتهاء حكم مادورو قائلاً: "يمكنني القول نعم (أيامه معدودة)، أعتقد ذلك، نعم".
الرسوم الجمركية
اعتبر ترامب أن إدارته أنهت 60% من الحروب في العالم عبر التهديد بالرسوم الجمركية، وأكد على أن قضية الرسوم التي ستنظرها المحكمة العليا الأسبوع المقبل "واحدة من أهم القضايا في تاريخ البلاد".
وأضاف: "إذا فزنا، سنصبح أغنى وأكثر دول العالم أمانًا بفارق كبير، وإذا خسرنا، فقد تتدهور دولتنا إلى مستوى يقترب من دول العالم الثالث".
وزعم ترامب أن الرسوم "جلبت ثروة طائلة وأمانًا وطنيًا"، مشيرًا إلى أن "سوق الأسهم سجل أعلى مستوياته التاريخية مرات عديدة خلال فترة ولايتي القصيرة، مع انخفاض التضخم تقريبًا، وأمان وطني لا يُضاهى".
وحذر من أنه "إذا لم يتمكن الرئيس من استخدام قوة الرسوم الجمركية بسرعة ومهارة، فسنكون عزلاً، وربما يؤدي ذلك إلى دمار أمتنا"، متابعًا أن "الدول الأجنبية التي استغلتنا لسنوات، وأولئك الذين يكرهون بلدنا، والديمقراطيون يتابعون القضية لأن أعدادنا جيدة بشكل لا يُضاهى".
التجارب النووية
وبشأن استئناف التجارب النووية، الذي أصدر أمرًا بشأنه إلى وزارة الحرب الخميس الماضي، اتهم الزعيم الجمهوري موسكو وبكين بإجراء تجارب نووية سرية تحت الأرض، ولوّح بإمكانية اتباع بلاده نفس المسار. كما وصف الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين بأنهما "قائدان قويان للغاية ولا يستهان بهما".
وأضاف أنه "لا يريد أن تكون بلاده الدولة الوحيدة التي لا تجري تجارب"، مشيرًا إلى أن كوريا الشمالية وباكستان أيضًا تجريان اختبارات على ترساناتهما النووية.
الصين تنفي
نفت الصين اختبار أسلحة نووية، وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الصين لطالما امتثلت إلى مسار التنمية السلمية واتّبعت سياسة عدم استخدام الأسلحة النووية أولا وأبقت على استراتيجية نووية تقوم على الدفاع عن النفس وامتثلت إلى التزامها تعليق التجارب النووية".
تهديدات لنيجيريا
كرّر الرئيس الأمريكي تهديداته بتنفيذ عمل عسكري ضد نيجيريا بسبب ما وصفه بانتهاك حقوق المسيحيين، قائلاً: "قد يحصل ذلك، أقصد ربما أشياء أخرى أيضًا، أتصور الكثير من الأمور، إنهم يقتلون أعدادًا قياسية من المسيحيين في نيجيريا، لن نسمح بحدوث ذلك".
وقد رد المتحدث باسم الرئاسة النيجيرية على هذه التصريحات بالقول إن الولايات المتحدة لا يمكنها تنفيذ أي عملية عسكرية داخل نيجيريا من جانب واحد، وأن التهديد يستند إلى تقارير مضللة، ويبدو أنه جزء من "أسلوب ترامب القائم على استخدام القوة لفرض الجلوس إلى طاولة حوار وبدء النقاش".
صواريخ توماهوك
فيما يتعلق بالحرب الروسية-الأوكرانية، قال ترامب إنه لا يزال قادرًا على إنهاء الصراع، لكنه أكد أنه لا يفكر حاليًا في تزويد كييف بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، التي كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طلبها، مع عدم استبعاد تغيير رأيه مستقبلًا.
سوريا واتفاقيات أبراهام في السعودية
وعن الشرق الأوسط، أعرب عن أمله في توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم لتشمل المملكة العربية السعودية، وأشار إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الذي وصفه سابقًا بـ"الوسيم" قد يزور البيت الأبيض قريبًا، وأضاف: "رفعنا العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة، وسمعت أن رئيسها يقوم بعمل جيد للغاية".
تقييم المقابلة
رأى بعض المراقبين أن ترامب بدا مسترخياً نسبيًا خلال المقابلة، فيما اعتبر آخرون أن الأسئلة لم تكن سهلة، حيث دفعت أودونيل ضيفها للإدلاء ببعض التصريحات المثيرة للجدل، إذ قال إن عمليات مداهمة المهاجرين "لم تصل إلى حد كافٍ"، وزعم أن "قضاة ليبراليين" عيّنهم الرئيسان الديمقراطيان باراك أوباما وجو بايدن "أعاقوا" أعمال وكالة الهجرة، وفق مقتطف من المقابلة الذي بُث على منصة "إكس".
وفي إحدى المرات، أشارت أودونيل إلى حالات موثقة لقيام عناصر الوكالة بالتصدي لمهاجرين مشتبه بهم، بينهم أمّ، مستخدمين الغاز المسيل للدموع وتحطيم نوافذ السيارات، وسألته: "هل توافق على هذه الأساليب؟"، ليجيب: "نعم، لأنه يجب إخراج هؤلاء الناس".
كما أحرجته عند سؤاله عن مؤسس منصة Binance،، تشانغبينغ زاو، الذي قام بالعفو عنه الشهر الماضي، ليجيب ببساطة: "لا أعرف من هو".
وكان الأخير قد اتُهم بانتهاك متطلبات مكافحة غسيل الأموال الأمريكية المتعلقة بعمليات منصة بينانس، وأفادت مصادر لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن العفو جاء بعد شهور من جهوده لدعم مشروع العملة المشفرة الخاص بعائلة ترامب.
وأظهرت المقابلة أيضًا صعوبة ترامب في الإجابة عن أسئلة تتعلق بـ"الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة ويعيشون من راتب إلى راتب"، حيث لم يقدم الزعيم الجمهوري إجابات واضحة، مشيرًا إلى أنه يجب إلقاء اللوم على سلفه جو بايدن.
كما قال إن: "الديمقراطيون هم من تسببوا في الإغلاق الحكومى، بينما يصوت الجمهوريون لوضع حد له"، وعبّر عن استعداده للجلوس مع قادة الحزب الديمقراطي لمناقشة إصلاح نظام الرعاية الصحية، ولكن فقط بعد إنهاء الإغلاق الحكومي.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات