اليوم تعداد سكان العالم 8 مليار نسمة .... إعداد د/عبدالمنعم صدقي استاذ بمركز البحوث الزراعية- مصر

 

يواجه العالم اليوم ( الخامس عشر من نوفمبر 2022 حيث  وصل عدد سكان العالم ٨ مليار نسمه) أحد أكبر تحديات القرن الحادي والعشرين وهي كيفية إطعام 9 - 10 مليارات انسان بحلول عام 2050. تلبية هذه الاحتياجات وفقاً للأنماط الحالية للاستهلاك وإنتاج الغذاء سيؤدي لزيادة الضغط على الموارد الطبيعية العديد من المشاكل تواجة العلبم نتيجة الزيادة السكانية اهمها
. التغيرات المناخية
لا يشمل التغير المناخي إرتفاع متوسط درجات الحرارة فحسب بل يشمل أيضاً الظواهر المناخية القاسية والتغير في أعداد الأحياء البرية ومواطنها الطبيعية وإرتفاع مستويات البحار وأشكال مختلفة من التأثيرات. ويزداد ظهور تلك التغيرات بإستمرار اضافة البشر للمزيد من غازات للاحتباس الحراري إلى الغلاف الجويِّ مغيِّرةً النمط المناخيَّ الذي تعتمد عليه كل الكائنات الحية ويعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعني أساساً إرتفاع درجات الحرارة. لكن إرتفاع درجة الحرارة ليس سوى البداية. نظراً لأن كوكب الأرض عبارة عن نظام متكامل حيث ترتبط  كل الأمور ببعضها البعض والتغييرات في منطقة واحدة يمكن أن تؤثر على التغييرات في جميع المناطق الأخرى. سيؤدى تغير المناخ إلى زيادة الفيضانات والجفاف والعواصف وأنواع أخرى من الطقس المتطرف بتعطيل الإمدادات الغذائية العالمية وتقلصها بمرور الوقت  ولا يزال أكثر من 10 % من سكان العالم يعانون من نقص التغذية .أن نقص الغذاء قد يؤدى إلى زيادة الهجرة عبر الحدود  وفى بعض الحالات القليلة يؤدى تغير المناخ إلى زيادة إنتاج أنواع قليلة من الغذاء لأن درجات الحرارة الأكثر دفئا على سبيل المثال تعنى إنتاجية أكبر لتلك المحاصيل لكن بشكل عام فإن تغير المناخ يضر بالفعل بالقدر الأكبر من المحاصيل ويهدد بفقدان الأراضى الزراعية بسبب التعرية والتصحر وإرتفاع مستوى البحار.أن أزمات الغذاء يمكن أن تتطور فى عدة قارات فى وقت واحد كما إن الخطر المحتمل لفشل سلة الخبز المتعددة آخذ فى الازدياد. كل هذه التداعيات تحدث فى وقت واحد.
الفاقد من الغذاء
الحد من فقد الأغذية أمرًا ضروريًا في عالم يشهد ارتفاعًا في أعدد الجوعى حيث تُفقد أطنان كثيرة من الأغذية الصالحة للأكل يومياً. بلغ الفاقد من الأغذية سنوياً 1.3 مليار طنّ أو ثلث إجمالي الأغذية المنتجة عالمياً و لا يزال بالعالم حوالي نحو   345 مليون شخص يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي في 82 دولة، أي ما يعادل ضعف عدد الأشخاص الذين كانوا يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد قبل جائحة كورونا ويشكل خفض الفاقد من الأغذية عاملاً أساسياً لتحقيق الأمن الغذائي واستدامة النظم الغذائية في العالم. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن الفرد الواحد  في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا  يفقد سنوياً  ما يعادل 250 كجم من الأغذية . ويسجل الفاقد من الأغذية على امتداد السلسلة الغذائية من الإنتاج وصولاً إلى الاستهلاك حوالي 68% من الفاقد خلال إنتاج الأغذية ومناولتها وتجهيزها وتوزيعها وهناك فاقد كبير في السلع الغذائية بسبب ضعف اساليب الحصاد وعدم توافر تجهيزات التخزين البارد ووسائل النقل المناسبة وسوء المناولة والتعرض للحرارة ولضوء الشمس وسوء  نظم تسويق وضعف الأطر السياسية والتنظيمية. ويقدر الفقد الغذائي في مرحلة الاستهلاك في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بنسبة 34 % معظمها في المناطق الحضرية. ويسجل قدر كبير من الفقد خلال المناسبات الدينية وحفلات الزفاف واللقاءات العائلية وفي قطاع الضيافة كالمطاعم والفنادق.
المخلفات البلاستيكية
تتعرض المحيطات الى خطر المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية التي تنتج عن تجمع الأكياس البلاستيكية وأوعية الأطعمة والعبوات الفارغة في قاعها وبتراكم هذه النفايات يموت عدد كبير من الكائنات البحرية والأسماك نتيجة وقوعها في فخ المخلفات البلاستيكية وصعوبة الخلاص منها مما يودي بها الى الموت بمرور الوقت  يمكن للسلاحف أن تأكل الأكياس البلاستيكية لاعتقادها أنها قناديل البحر .نحو مليون عبوة مياه بلاستيكية كل دقيقة حول العالم بينما يصل استخدام الأكياس البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة إلى 5 تريليونات كل عام. تستخدم المواد البلاستيكية لمرة واحدة لينتهي بها الأمر لنفايات ونتيجةً لذلك يحدث التلوث الذي يطلق عليه التلوث البيئي وهو تراكم المواد البلاستيكية بدرجة كبيرة جداً في البيئة مما يؤدي الى إلحاق الضرر بحياة مختلف الكائنات الحية وكذلك الإنسان. أن النمو المستمر للانبعاثات في قطاع إنتاج البلاستيك يعيق هدف الوصول إلى الحياد الكربوني لقد بلغت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من البلاستيك 1.7 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون ومن المتوقع ان تصل بحلول عام 2050 إلى 6.5 جيجا طن تقريبا. يمثل البلاستيك85 % من جميع النفايات البحرية وبحلول عام 2040 سيتضاعف ثلاث مرات تقريبا مضيفا 23-37 مليون طن متري من النفايات في المحيط سنويا. وهذا يعني حوالي 50 كيلوجراما من البلاستيك لكل متر من الخط الساحلي مهددا البيئة البحرية من العوالق والمحار والاسماك والسلاحف بمواجهة خطر التسمم والاضطراب السلوكي والاختناق.
لقد اطلقت الامم المتحدة استيراتيجية التنمية المستدامة هي مبادرة  تابعة عبارة عن مجموعة من 17 هدفًا وُضعت من قِبل منظمة الأمم المتحدة، وأدرجت أهداف التنمية المستدامة الـ 17 في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.  وتترابط فيما بينها وتحت كل هدف مجموعه أهداف صغيرة محددة  تمثل في مجموعها 169 غاية. وتغطي أهداف التنمية المستدامة مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية (الفقر – الجوع – الصحة – التعليم - تغير المناخ – المساواة بين الجنسين – المياه - الصرف الصحي – الطاقة – البيئة - العدالة الاجتماعيه - وحماية المحيطات والغابات. (
 ويجب علينا•    مساندة المزارعين على تبني أنظمة أكثر إنتاجية واستدامة وقادرة على الصمود في وجه موجات الجفاف والفيضانات والمخاطر الأخرى مع اتخاذ تدابير الحماية الاجتماعية كشبكات الأمان وبرامج المعونة الغذائية الموجهة للفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية
•    الحفاظ علي الموارد الطبيعية بتبني استيراتيجيات لتعديل انماط الاستهلاك وتعديل السلوكيات بمايضمن خفض البصمة الكربونية للانشطة الانسانية المختلفة للحفاظ علي الموارد للاجيال القادمة
•    اتخاذ السبل والاجراءات اللازمة نحة الحفاظ علي البيئة
•    قيام الدول الصناعية والمسببة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالالتزامات نحو الدول النامية المتضررة من التغيرات المناخية بتحسين البنية الاساسيسة واقامة مشروعات التحول الاخضر .
 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات