
مستقبل التعاطي الأوروبي مع ايران : خطوات في النفق المسدود ... بقلم : وردة غانم .....بروكسل
- Europe and Arabs
- الثلاثاء , 24 يناير 2023 16:35 م GMT
يثير الحديث الدائر في أروقة مؤسسات الاتحاد الأوروبي حول مستقبل التعامل مع ايران مزيدًا من الازعاج والارتباك في ظل وعي جميع المسؤولين هنا بأن الملف بكل وجوهه ومواضيعه يقترب بخطورة من نهاية النفق المسدود.
ولم يفلح وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الذين عقدوا اجتماعهم الأول هذا العام أمس في العاصمة البلجيكية بروكسل، في تقديم أي جديد يشي بأن العواصم الأوروبية بدأت تتلمس ملامح الطريق الصائب للتعامل مع إيران؛ إذ لم يكن في جعبتهم إلا حزمة رابعة من العقوبات طالت عدة أفراد حُظر دخولهم إلى أراضي الاتحاد وجُمدت أصول أموالهم بالإضافة إلى مؤسسات مُنع أي شكل من أشكال التعامل معها على خلفية الضلوع في عمليات القمع ضد المحتجين في الداخل والذين تصر طهران على تسميتهم ب " مثيري الشغب".
وتأتي قضية المواطنين الأوروبيين أو مزدوجي الجنسية المحتجزين لدى ايران، والذين صدرت بحقهم أحكام قضائية قاسية، لتضيف طبقة جديدة تثقل كاهل الاتحاد ودوله و تزيد من تعثره وتحد من رؤيته لأي مستقبل للتعامل مع " الجار المربك".
رغبة كل من وزيرتي خارجية فرنسا كاترين كولونا، وبلجيكا حجة لحبيب، في اشراك الاتحاد بدوله ومؤسساته في عمليات البحث عن طرق ووسائل " مشرفة" لتحرير هؤلاء واعادتهم إلى بلدانهم، لم تُقابل أمس إلا بالكثير من التعاطف اللفظي والقليل من القبول والاهتمام لدى رؤساء الدبلوماسية الأوروبية.
ولا يبدو أن الدول والمؤسسات الأوروبية تمتلك الكثير من الوسائل للتعامل مع هذا الملف الذي يُضاف إلى سلسلة ملفات معقدة شائكة تحكم العلاقة مع طهران، " كما قلت سابقًا، قمع المتظاهرين، أحكام الإعدام، تسليح روسيا، الرهائن ومزدوجي الجنسية المحتجزين في ايران، ناقشنا كل هذا وهو يكوًن مجموعة معقدة من المواضيع تجعل من الصعب التقدم على مسار الاتفاق النووي الذي يوجد في حالة توقف، لم يمت لكن لا يتحرك"، كما قال جوزف بوريل، أثناء مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد نهاية أعمال الاجتماع.
ولا يرى بوريل، وهو والمعروف بالواقعية والخبرة، من وسيلة للتعامل مع كل هذا إلا الحزمة الرابعة من العقوبات التي أٌقرت أمس، والتي، للإشارة، جاءت أقل بكثير مما طالب به البرلمان الأوروبي في قرار تبناه قبل أيام ودعا فيه إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.
ويُستشف من كلام المسؤول الأوروبي أن على الدول المعنية أن تركن لحقيقة مفادها أن عليها أن تعالج بمفردها مسألة رعاياها المحتجزين في ايران، وأن الطريق نحو تهدئة التوتر المتزايد مع طهران ما زال طويلاً ومليئًا بالألغام.
لا يوجد تعليقات