
النظم الغذائية المستدامة ..... إعداد : د/ عبدالمنعم صدقى ... أستاذ بمعهد بحوث الانتاج الحيواني
- Europe and Arabs
- السبت , 11 مارس 2023 14:1 م GMT
النظم الغذائية المستدامة
إعداد : د/ عبدالمنعم صدقى
أستاذ بمعهد بحوث الانتاج الحيواني
خلال السنوات العشرين المقبلة من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 9 مليارات نسمة والتحدي الذي يواجه العالم قد يتعارض السعي إلى توسيع الإنتاج وتوفيره للبشرية مع نوعية الإنتاج التي قد لا تلبي معايير الاستدامة، وهذا التحدي يشكل هاجساً للخبراء والأكاديميين المتخصصين في مجالات الغذاء والطعام الصحي ومكافحة التغير المناخي. ولكي لا يصل العالم إلى وضع حرج يكون فيه الاختيار بين الإنتاج الكمي والمعايير النوعية (الغذاء أو الاستدامة)، فإن الحلول المطروحة تحاول المواءمة على نحو عاجل بين الغذاء والاستدامة لكي لا تضطر البشرية يوماً إلى الاختيار بين أحدهما إنما ترسيخ معادلة شاملة مفادها: توفير الغذاء مع تعزيز الاستدامة. أن الإشكالية التي تواجه العالم اليوم تدور حول كيفية إطعام العالم بشكل مستدام على مدى العقود القادمة، وهذا يمثل تحدياً كبيراً.
أن ما يقرب من 828 مليون شخص يعانون الجوع المزمن حول العالم إلى أن الأنظمة الغذائية - الشبكات اللازمة لإنتاج الأغذية ونقلها، وضمان وصولها للمستهلكين - لا تلبي احتياجات قطاعات كبيرة من المجتمع. وعليه فإن تحسين أداء الأنظمة الغذائية وقدرتها على تلبية احتياجات الأشخاص الأشد فقراً سيكون عاملاً جوهرياً في القضاء على الجوع. ان نسبة الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على الغذاء وهو ما يتطلب نظم غذائية أقوى بحلول عام 2030 تصل 35% ونحو 40% من المكاسب الناتجة عن خفض التكاليف وتحسين الكفاءة تأتي من خفض تكاليف النقل وجودة التخزين والتداول السليم
النظم الغذائية المستدامة هو نظام يوفر الغذاء الصحي لتلبية الاحتياجات الغذائية الحالية، مع الحفاظ على النظم البيئية الصحية التي يمكنها أيضًا توفير الغذاء لأجيال قادمة مع الحد الأدنى من التأثير السلبي على البيئة و يشجع الإنتاج المحلي والبنى التحتية للتوزيع، ويجعل الغذاء المغذي متاحًا وسهل وميسورًا للجميع. يعتبر علاوة على ذلك إنسانيًا وعادلًا، يحمي المزارعين وغيرهم من العمال والمستهلكين والمجتمعات.
الأنظمة الغذائية الخاطئة أو المعطلة يمكن أن تؤثر على الأمن الغذائي بعدة طرق. فهي تدفع الأسعار إلى الارتفاع، مما يجعل من الصعب على الأشخاص الأشد فقراً تحمل تكاليف الأطعمة المغذية، أو قد تمنع المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من تحقيق أرباح جيدة من وراء محاصيلهم. ويمكن ربط الخلل في النظم الغذائية بالصدمات المرتبطة بتغير المناخ والعولمة، فضلاً عن الصراعات والنزاعات. حتى في البيئات المستقرة، قد يحد ضعف مرافق الاتصال والنقل والتخزين، والأسواق التجارية المعطلة، وعدم المساواة من قدرة الناس على الوصول إلى الغذاء الذي يحتاجون إليه.
الأنظمة الغذائية ليست مفاهيم مجردة وتواجهها المشاكل التالية :
- العزله: تعيش الغالبية العظمى من الفقراء الجوعى في عزلة -جغرافية واقتصادية واجتماعية وسياسية - ويصعب الوصول إليهم. وحتى عند توفر الطعام المغذي، فإنه غالباً ما يكون مكلفاً جداً.
- الموسم العجاف :عندما تفشل المحاصيل خلال الأشهر العجاف التي تتخلل الحصاد، تفتقر الأسر الفقيرة في المناطق الحضرية والريفية إلى الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتها الغذائية وتضطر إلى اعتماد استراتيجيات ضارة للتصدي لذلك، والتي من بينها تناول طعام أقل في الكمية والقيمة الغذائية.
- ضعف القدرة التخزينية: تتسبب ضعف القدرة التخزينية في موسم الحصاد الجيد بوجود فائض من الأغذية في السوق تنخفض أسعارها وجودتها ويعجز المزارعون عن بيع منتجاتهم بأسعار مربحة عند ارتفاع المعروض، مما يؤدي إلى هدر وفساد المحاصيل، ويزداد تقلب السوق.
تؤثر هذه المشكلات بشكل أكبر على النساء، ويرجع ذلك جزئياً إلى تضاؤل فرص وصولهن إلى الأصول والخدمات، ولأنهن أكثر عرضة للاستبعاد من عمليات صنع القرار.
من الأمثلة المؤثرةً إيجابياً على الأنظمة الغذائية:
- الوجبات المدرسية: تنتج محلياً و تربط المزارعين المحليين من أصحاب الحيازات الصغيرة بسلسلة الإمداد الخاصة بمشروعات الوجبات المدرسية
- مبادرات تعزيز الغذاء: وذلك بالفيتامينات والمعادن التي تساعد المجتمعات المحلية على الوصول إلى أطعمة مغذية منتجة محلياً
- إنشاء و تأهيل البنية التحتية:لتعزيز الاحتياطيات العامة للأغذية
- دعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من خلال التسهيلات الائتمانية، وتنمية القدرات، وتعزيز فرص الوصول إلى الأسواق.
كيف نزرع المحاصيل الغذائية بشكل مستدام لتلبية الطلب المستقبلي. أن المستقبل يحتاج إلى احتضان كيفية زراعة طعامنا بشكل مستدام لعشرة مليارات شخص سنتعامل معهم على مدار العشرين عاماً المقبلة، وهذا تحد كبير يواجهنا جميعاً وهو كيف سنطعم هذا العدد الكبير من البشر.أن الأزمات البيئية التي نعيشها قد عجلت من حاجتنا إلى النظر في إنتاج الغذاء، وكيفية زراعتنا للغذاء بشكل مستدام، بطريقة تحمي البيئة، وإنتاج الكثير من الطعام بطريقة مستدامة
لا يوجد تعليقات