
الفاقد من الاغذية,,,, إعداد د/عبدالمنعم صدقي استاذ بمركز البحوث الزراعية - مصر
- Europe and Arabs
- الأحد , 14 يناير 2024 13:45 م GMT
علينا ان نوقف فقد الأغذية وهدرها لأجل البشر ولأجل الكوكب .يعد الحد من فقد وهدر الأغذية أمرًا في غاية الاهمية لعالم يشهد إرتفاعا في أعدد الجوعى منذ عام 2014 حيث تُفقد و تُهدر أطنان كثيرة من الأغذية الصالحة للطعام يومياُ كما يتسبب التخلص من الفاقد والمهدر من الطعام إلى إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري مما يزيد من تبعات التغيرات المناخية. أن الهدر في الغذاء يعني هدرا للاقتصاد العام والخاص وعدم الاستفادة المثلى من الفاقد من الغذاء لإطعام الفقراء يعني هدرا في العلاقات الاجتماعية والإنسانية بما يسهم في زيادة الفقر والجوع.
الفاقد من الأغذية هو إنخفاض كمية الطعام أو نوعيته بامتداد السلسلة الغذائية بداية من الحصاد حتى وصول المنتج الغذائي للمستهلك. بالرغم من حدوث خسارة اقتصادية الا ان الأغذية اوالأجزاء غير الصالحة للطعام من المنتجات الغذائية التي يتم تحويلها لإستخدامات أخرى كالعلف الحيواني لا تعتبر خسارة و تشير تقديرات منظمة الاغذية والزراعة أن حوالي 30 % من الأغذية في العالم تُفقد سنوياً. يتمثل الفقد في الحبوب والبقول والفواكه والخضراوات واللحوم والمنتجات الحيوانية والجذور والدرنات والمحاصيل الزراعية. لقد بلغ الفاقد من الأغذية والهدر الغذائي سنوياً 1.3 مليار طنّ أو ثلث إجمالي الأغذية المنتجة عالميا رغم وجود حوالي 800 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع
مايقارب 68 % من الفاقد يحدث خلال إنتاج الأغذية ومناولتها وتجهيزها وتوزيعها اي أن هناك فواقد كبيره في الكم والنوع قبل وصول الغذاء للمستهلك بسبب ضعف تقنيات الحصاد وعدم توافر بنيه تحتية تخزينية مبردة بالاضافة لوسائل النقل المناسبة وسوء المناولة والتعرض للحرارة ولضوء الشمس وضعف نظم التسويق والاطار التنظيمي ويلاحظ ان نسبه كبيرة من الفقد تحدث خلال الاعياد الدينية وحفلات الزفاف واللقاءات العائلية وفي قطاع الضيافة كالفنادق والمطاعم .
يجب تطوير سلسلة القيمة الغذائية للحد من فقد الغذاء و التركيز على فترة ما بعد الحصاد و التجهيز والتسويق وتعزيز اعتماد سلاسل القيمة من خلال تحليل نسب هدر الغذاء على مدار سلسة القيمة وأسبابه وتطوير نظام تتبع لرصد نسب الهدر ودعم أنشطة ما بعد الحصاد والقيمة المضافة وأنشطة التجهيز والتسويق بزيادة القدرات الفنية والإدارية للاطراف الفأعلين في سلسلة القيمة الغذائية بداية من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والعمالة الزراعية و التجار والمصنعين بالاضافة للمنظمات الاهلية وجمعيات المجتمع المدني للحد من الفقد في سلسلة القيمة الغذائية مع اعتماد الممارسات الأساليب الفنيه الجيدة المتعلقة بسلامة الغذاء والجودة للحد من الفقد الغذائي من قبل الاطراف المعنية في سلسلة القيمة و التركيز على الشركات الزراعية الصغيرة والمتوسطة
هناك ضرورة لتنظيم حملات توعية حول نسب الهدر وآثارها وتهدف هذه الحملات إلى زيادة الطلب على المنتجات ذات الجودة الأعلى ودعم توافر الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالسوق والمشاركة في التدريبات ودعم تواجد الروابط الرأسية بين صغار المزارعين والتجار والنقل والمشترين وإدخال الأنشطة المتعلقة بالقيمة المضافة وتوفير حزمة من الدعم التقني والتسويقي للمنظمات المستفادة مع دراسة الآثارالبيئية الناتجة عن فقد الغذاء والفرص المتاحة لإعادة إستخدام وتدوير الفاقد من المحاصيل ومن الاهمية اشراك الأطراف المعنية في سلسة القيمة لمحاصيل المختلفة خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة وصغار التجار والشركات الزراعية الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى التعاونيات والجمعيات والمجتمعات المحلية ومقدمي الخدمات للسلاسل الغذائية المعني
تحتاج قضية إهدار الطعام لنشر الوعي والثقافة بالمجتمع لتعديل بعض السلوكيات الموروثة ونشر ثقافة الاقتصاد المنزلي والأسري بتحديد الكميات عند تحضير الطعام وأثرها على ميزانية الفرد والأسرة ومضاعفة الجهود المبذولة حاليا في تجميع الفاقد من الغذاء والاستفادة منه لغذاء فئات أخرى من المجتمع
لا يوجد تعليقات