
محمد حمدي يكتب : مواعيد كفار
- Europe and Arabs
- الجمعة , 26 أبريل 2024 12:52 م GMT
لا تنزعج من العنوان ، ولا يأخذك التفكير إلى اتجاه معين ..فلست رجل دين ولا داعية من دعاة العصر الحديث الكيوت ..
بينما كنت انتظر دوري في مصلحة حكومية لانهاء ورقة رسمية ، كان الوقت يمر بطيئا ولا يلوح في الأفق أن المصلحة ستنقضي سريعا طالما لم أسلك الطرق البديلة المعروفة من البداية .. البعض يسميها إكرامية والبعض الآخر يعرفها بالمعنى الحقيقي .. رشوة … ليس هذا بيت القصيد.
كلما طال الانتظار مع الناس لابد من حديث متبادل هو أشبه بوسائل التسلية الذاتية حتى لا تشعر بالملل .
لكن البعض يفقد صبره سريعا ولا يتحمل الجلوس في مساحة ضيقة مكتظة بالبشر كأنهم في سجن بشري مفتوح … وتبدأ عبارات التململ وتفاجئ أن رجلا في نهاية الصف يحدث ابنته التي كانت محظوظة ووجدت كرسيا في أول الصف للجلوس … تململ صاحبنا وعبر عن ذلك بالاشارة فإذا بها ترد عليه " هي دي بلدك .. مستني ايه ؟! "
لم تمر سوى دقائق واذا بوافد عربي يدخل وهو يتحدث في هاتفه بعصبية وينتقد الطرف الآخر لعدم الوفاء بوعوده المتكررة أنه سيساعده على إنهاء ما طلبه … وأنهى حديثه قائلا " أعطني موعد نهائي ، بدي مواعيد كفار مش مسلمين "
لا يهمني من يقصد بالكفار ، فهو في النهاية يمدح هؤلاء ويتمنى لو كانت المعاملات بين الناس تتسم بالصدق البعيد عن ادعاءات التدين المزيفة أو الكذب ونقض العهود .
مشهد آخر عند بوابة مجمع سكني من المجمعات الحديثة بدعة هذا الزمان وملاذ الباحثين عن حياة هادئة آمنة بعيدة عن زحام القاهرة وفوضويتها ، أردت التجول في مجمع سكني بالقاهرة الجديدة أزوره لأول مرة وساقني دليل الهاتف إلى بوابة غير مخصصة للزائرين ، قال لي حارس الأمن: الدخول للزائرين من بواية أخرى ثم اقترب من السيارة وخفض صوته ملمحا إلى استعداده للسماح لي بالدخول "لو فتحت نظري دون أن يطلب صراحة " وهو ما حصل ، لتفتح البوابة سريعا ويضاف عليها عبارات المدح والاستعداد لخدمات أخرى عند البحث عن سكن في المجمع.
عندما سلمت السيارة المستأجرة في المطار فوجئت بمخالفتي سرعة والغريب أنهما في نفس المكان القريب من فندق الاقامة وتذكرت أنه لم تكن هناك علامات توضح السرعة القصوى المسموح بها .
للأسف تترك زيارات الوطن انطباعات متناقضة ، لو زرته سائحا بعيدا عن معاملاته الرسمية تجد كل ما لذ وطاب ، وإذا زرته مواطنا فعليك أن تتحمل منغصات الحياة .
لا يوجد تعليقات