محمد حمدي يكتب : المركز الثقافي الإسلامي في أيرلندا

 

 
تواجه الأقليات في أي بقعة في الأرض صعوبات وتحديات تتعلق بهويتها وتجاهد من أجل الحفاظ عليها بدون الانعزال عن المجتمع المحيط بها  .

دفعني فضولي خلال رحلتي في أيرلندا  لزيارة مسجد أو مركز إسلامي في دبلن ، ووقع اختياري على المركز الثقافي الإسلامي دون سبب معين لاختياره عن غيره والخيارات أصلا محدودة العدد . 

استغرقت رحلة الوصول من وسط المدينة حيث كنت إلى المركز حوالي 40 دقيقة بالمواصلات العامة. 

المركز أنشئ بتمويل من الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وافتتحته رئيسة أيرلندا ماري روبنسون 1996 وهي أول سيدة تتولى رئاسة أيرلندا.  

الجميل أن المركز لا يقتصر على مسجد للعبادة وإنما يشمل مدرسة عامة ومدرسة لتحفيظ القرآن وحضانة ومطعم ومتجر لخدمة المجتمع المسلم ، وسكان المنطقة بشكل عام .

في لوحة إعلان مواقيت الصلاة ترى مدى صعوبة التوقيت ، فالصلوات الخمس ترتبط مواقيتها بالشروق والغروب ، ولما كان الغروب في حدود التاسعة والنصف مساء والفجر بعد الثالثة والنصف صباحا بقليل وهو ما يزيد من مشقة الأمر ، فيبدو أنهم استقروا على أداء صلاة العشاء مباشرة بعد المغرب. وخطر ببالي مشقة الصيام في رمضان لو صادف فصل الصيف وهو ما سمعت عنه كثيرا من زملاء في عدة دول أوربية وعايشته بنفسي سنوات في أمريكا . 

 

واضح أن المركز يحظى بعناية جيدة كما يبدو بعد نحو ثلاثة عقود من تأسيسه ، حتى المطعم الذي لم أرحل قبل أن أتذوق طعامه ، كان جيدا سواء في مستوى النظافة أو جودة الطعام ، وصادفت عائلة أيرلندية حضرت لتناول الطعام في المطعم . 
 
كلما زادت التحديات كلما تكاتفت الأقليات للحفاظ على هويتها ، ولا غرابة أن أيرلندا نفسها واجهت الكثير من التحديات لكنها تشبثت بالحفاظ على هويتها على مر السنين وتلك قصة أخرى تعرفت عليها عن قرب في متحف الهجرة الأيرلندية . 
 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات