محمد حمدي يكتب : جمال والي .. بين الخيانة واليأس

كان من الممكن أن يكون مجرد إيقاف مروري روتيني بسبب مخالفة بسيطة لانتهاء صلاحية الفحص الفني للسيارة، لكن ما حدث في 23 أبريل في مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا الأمريكية ترك وراءه العديد من الأسئلة التي لا تزال بلا إجابات، ونهاية مأساوية.

عند الساعة 2:35 ظهرًا، أوقف ضابط شرطة سيارة تويوتا كورولا قديمة بالقرب من حي "جرينبريار". كان بداخلها السائق جمال والي،  البالغ من العمر 36 عامًا، وهو أحد سكان فيرفاكس.

ما بدأ كتفاعل بسيط تحول بسرعة إلى مواجهة مشحونة. ووفقًا للقطات الكاميرا التي نشرتها الشرطة مؤخرًا التزامًا بسياسات الشفافية، بدا والي متوترًا، وتحدث عن خدمته العسكرية في قوات خاصة يُفهم من سياق حديثه أنها في بلده الأم، أفغانستان كما عبّر عن غضبه العميق تجاه حياته في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى شعوره بالإحباط والخيانة، قائلاً للضابط: "لو كنت خدمت مع طالبان لكانوا أفضل منكم!".

بنبرة كلها يأس قال جمال إنه يموت كل يوم منذ وصوله إلى أمريكا في عام 2014، وأضاف أنه أب لأربعة أطفال لكنه عاجز عن الحصول على وظيفة أو شهادة تثبت إعاقته، دون أن يوضح طبيعة إعاقته. من سياق حديثه، يبدو أنه كان يشير إلى إعاقة نفسية أو صدمة ما بعد الحرب، وربما فقدان شقيقه.

حاول الضابط تهدئة جمال والتركيز على سبب توقيفه، كما حذره من الاقتراب من السلاح الناري الذي كان بحوزته، وهو أمر أبلغ عنه بنفسه في بداية حديثه. إلا أن جمال واصل الصياح، قائلاً إنه كان أحمقًا عندما وثق بالأمريكيين، وإن قلقه منهم ازداد منذ وصوله إلى الولايات المتحدة، لأنهم "يكذبون عليه ويتلاعبون به"، حسب تعبيره.

في وسط هذا التوتر، تظاهر جمال بتقديم بطاقة للضابط لكنه رفع في نفس اللحظة مسدسه، ليطلق عليه ضابط من فريق الدعم النار فورًا، ورغم محاولات الإسعاف، لفظ جمال أنفاسه الأخيرة غاضبًا، لكنه لم يكن ناقمًا على طالبان، بل على أمريكا.

الفيديو الذي أصبح متاحًا للجمهور يثير أسئلة صعبة أكثر مما يقدّم إجابات. فهو يسلط الضوء على آثار الحرب الأمريكية في أفغانستان، ومصير المتعاونين مع القوات الأمريكية، وما إذا كانوا حصلوا فعلاً على الوعود التي قُطعت لهم أم أنها كانت مجرد سراب. كما يثير تساؤلات حول إجراءات الشرطة في التعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية المعقدة.

رابط الفيديو لمن أراد الاطلاع مع تحذير أنه غير ملائم للأطفال

https://youtu.be/nsAMhiTG6xA?feature=shared

 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات