
د . عبدالمنعم صدقي يكتب .....النزاع السوداني وتهديدات الامن الغذائي
- Europe and Arabs
- الأحد , 28 مايو 2023 8:47 ص GMT
يعد السودان دولة زراعية ويعد سلة غذاء لإفريقيا والعالم وبدخول الازمة الروسية الاوكرانية عامها الثاني فان الاضطرابات في السودان تضيف عبء اضافي للأمن الغذائي العالمي .يمتلك السودان حوالي 200 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة فضلا عن توافر مياه الري و مصادرالطاقة القديمة والمتجددة النظيفةكما ان حوالي 80 % من السكان السودان يعملون بالزراعة التي تمثل 33% من الناتج المحلي الإجمالي ويزرع السودان العديد من المحاصيل المهمة كالقطن والقمح والذرة والسمسم والقطن والفول. المستغل الفعلي من الأراضي الزراعية ضئيل رغم الإمكانيات الضخمة للقطاع الزراعي في السودان اذ تمثل المساحة المنزرعة نحو 33% من المساحة الصالحة للزراعة ويمكن للسودان تحقيق الأمن الغذائي للدول المجاورة و للعالم العربي بالتوسع في استخدام التقنيات الزراعية الحديثة وينتج السودان القطن والصمغ العربي والسمسم والفول السوداني وتعد الذرة الرفيعة المحصول الغذائي الرئيسي ويزرع القمح للاستهلاك المحلي ويزرع السمسم والفول السوداني للاستهلاك المحلي وللتصدير .
السودان من أغنى الدول العربية والإفريقية بثروته الحيوانية حيث تحتل المرتبة الأولى على المستوى العربي و الإفريقي، والسادسة على مستوى العالم وذلك بثروة قوامها 103 ملايين رأس منها 30 مليون رأس أبقار و37 مليون رأس أغنام و33 مليون رأس ماعز و3 ملايين رأس من الأبل إضافة إلى 45 مليون من الدواجن وثروة سمكية تقدر بحوالى 100 ألف طنويمتلك السودان ثلاثة قطاعات هي الرعي وإنتاج المحاصيل وتربية الأسماك. ويتم تصدير العديد من الحيوانات وخاصة الأبقار والأغنام والإبل ولاتزال مشاكل الإنتاج بالإضافة إلى الخدمات البيطرية والأمراض النقل والتمويل والاستثمار مع المشكلات التي تواجه الصادرات من أكبر التحديات أمام الاقتصاد.
منذ عام 2004، بدأت أسعار معظم الحبوب في الارتفاع على الرغم من وجود زيادة في الإنتاج، إلا أن نموا في الطلب كان أكبر واستنزف المخزونات الغذائية وفي 2005، تأثر إنتاج الغذاء بسبب التغيرات المناخية للدول الرئيسية المنتجة للغذاء وبحلول عام 2006، انخفض إنتاج الحبوب بنسبة 2.1 % وفي عام 2007، أدت الزيادات المتلاحقة في أسعار النفط لزيادة أسعار الأسمدة وغيرها من تكاليف انتاج المواد الغذائية.\والارتفاع المطرد في الأسعار، دفع الدول إلى فرض قيود على تصدير المواد الغذائية لدعم أسواقها واتجه بعض المستوردين إلى شراء الحبوب بأي ثمن للحفاظ على الإمدادات المحلية. وجاءت جائحة كورونا لتفرز ضغوطا تضخمية وتزيد من غلاء الغذاء ثم يستقبل العالم النزاع الروسي الاوكراني وهما مصدرا رئيسيا للحبوب والطاقة وأخيرا تأتي الأزمة في السودان الأمر الذي يزيد من الضغوط على الأمن الغذائي العالمي. حيث واجه السودان عام 2019 ازمة اقتصادية لارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الأغذية والأدوية وسلع أخرى. وبعد أشهر من الاحتجاجات المدنية، تم تشكيل حكومة انتقالية في سبتمبر 2019. التي تسعى تجاه "عقد اجتماعي جديد" مع الشعب، وإعطاء الأولوية للسلام والإصلاح الاقتصادي، لتحقيق هدف التنمية المستدامة الثاني في القضاء على الجوع وتحسين التغذية.
إن الأعداد الكبيرة من النازحين ومنهم اللاجئون من الدول المجاورة، والوضع الاقتصادي المتقلب، وتزايد تغيرات المناخ، والتدهور البيئي، وانتشار الأمراض، وسوء التغذية، وعدم المساواة بين الجنسين، والنزاع الحالي بين قوات الجيش والدعم السريع عوامل تمثل تحديات خطيرة متعلقة بالجوع.
لا يزال السودان يواجه باستمرار مستويات عالية من سوء التغذية الحاد والتقزم، مما يشكل مشكلة كبيرة على الصحة العامة. ويبلغ المعدل الوطني لانتشار سوء التغذية الحاد في جميع أنحاء العالم - أي الضعف الشديد بالنسبة للطول - نسبة 14.1 %. ويعاني حوالي 2.7 مليون طفل من الهزال سنويًا، ويعاني ما يقرب من 522 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.
اوضح برنامج الأغذية العالمي ان عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي ويواجهون الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان يصل 2 – 2.5 مليون انسان والذي قد يرتفع إلى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع وقد يرتفع ووفق تقرير برنامج الأغذية 2023، كان 16,8 مليون سوداني من إجمالي عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداما حادا في الأمن الغذائي، بزيادة مليون شخص عن العام الماضي وحذّرت الأمم المتحدة من أن غرب دارفور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور. ستكون الأكثر تأثرا
وأشار التقرير الى أنه في مارس 2023، كانت 14,8 مليون أسرة سودانية قد باتت عاجزة عن شراء "السلة الغذائية" الأساسية وحذّر من أنه في حال استمر النزاع، يمكن لسعر السلة أن يرتفع بنسبة 25 % في الفترة ما بين ثلاثة وستة أشهر
د.عبدالمنعم صدقي ...استاذ بمعهد بحوث الانتاج الحيواني - مصر
لا يوجد تعليقات