
محمد حمدي يكتب : القيادة في خطر
- Europe and Arabs
- الخميس , 6 يونيو 2024 9:38 ص GMT
قيادة الدولة ، قيادة حكومة ، قيادة حزب سياسي ، قيادة منظمة ، قيادة مؤسسة ، كلها قيادات متعارف عليها يختص بها أصحاب كفاءات أو في بعض الأحيان ممن حالفهم الحظ أو لديهم من الدهاء ما يكفي للصعود إلى مواقع القيادة .
عامة الناس على كوكب الأرض ، تجمعهم أيضا رغبة مشتركة في القيادة ، قيادة من نوع آخر ، كلها متعة وتمثل وجاهة اجتماعية لدى الكثيرين ، انها قيادة السيارة .
لكن يبدو أن هذا الشغف بالحصول على رخصة القيادة آخذ في التراجع رويدا رويدا بين أفراد ما يعرف بالجيل Z من مواليد منتصف التسعينات وحتى ألفين وعشرة .
الدراسات والأرقام في امريكا تؤكد ذلك وإن كانت التحليلات متباينة . معهد معلومات التأمين في 2020 يقول إن 25 % فقط من البالغين في عمر 16 سنة في أمريكا حصلوا على رخص قيادة مقارنة ب 43 % في عام 1997 .
دراسة أخرى نشرت في مطلع العام الحالي لمجموعة خاصة بمراقبة أسواق المال وبينها شركات التامين وجدت أن نسبة السائقين البالغ أعمارهم 19 سنة أو أقل انخفضت في أكثر من 40 ولاية أمريكية بين عامي 2012 - 2022 وكان أكبر انخفاض في ولاية نيويورك .
ويفسر بعض المختصين الأمر بارتفاع الوعي لدي الأجيال الجديدة بقضية التغير المناخي والاحتباس الحراري إضافة إلى عوامل مثل التوتر والقلق تلعب دورا في تجنب الرغبة في الجلوس خلف مقود السيارة في شوارع مزدحمة .
بينما تؤكد كثير من التحليلات أن سبب التحول هو التكنولوجيا التي جعلت العالم مجتمعا متصلا تتحكم فيه أجهزة الهاتف الذكية بدون الحاجة للتنقل ، كما أن شركات النقل مثل أوبر ولفت Lyft في أمريكا أو كريم وغيرها في الشرق الأوسط عززت هذا الاتجاه ولا ننسى عاملا مهما هو التكلفة المادية المرتفعة في السنوات الأخيرة لامتلاك سيارة أو التأمين عليها .
السؤال الآن لأي مدى يستمر هذا التوجه ؟ هل تنعدم الرغبة تماما في متعة القيادة ويزداد الاعتماد على الوسائل العامة وخدمات شركات النقل ؟ أم أن المستقبل يحمل لنا مفاجآت ومتغيرات جديدة .
لا يوجد تعليقات