في نهاية كل فترة إخبارية لتنوير المشاهد أو اطلاعه عما يدور في العالم   وفي كثير من الأحيان اللعب في عقله الباطن بما يجب أن يعرفه وما لا يجب أن يعرفه ، تضع النشرة أوزارها بالختم المعروف " وصلنا إلى نهاية النشرة  ، ويمكنكم متابعة المزيد من الأخبار على موقعنا الالكتروني ...الخ.

العبارة التي تكلل مجهودا كبيرا بذله فريق العمل من صحفيين ومنتج ومخرج ومصور ومذيع للوصول بالنشرة إلى بر الأمان .. يبدو أننا قد نفتقدها في المستقبل القريب بروح بشرية مفعمة بالأحاسيس قد تجعل المشاهد يطير فرحا وربما يرقص في نهاية النشرة عندما يرى ابتسامة مذيعة لطيفة على الشاشة رغم أن النشرة كلها غم في غم!.

عصر الانترنت وما أوجده من إعلام جديد بدأ ينقض بالضربة القاضية على المدرسة التقليدية في الإعلام وربما تطيح siri  وأخواتها بالبشر من على عرش الشاشة التلفزيونية .

ولا عجب إذا شاهدت siri  التي تتحدث لها عبر هاتفك وتسألها فتجيب هي من تقدم لك نشرة الأخبار وتعرفك بأحوال العالم لكن أتسائل كيف ستقول siri  هذه العبارة الشهيرة ... وصلنا إلى نهاية النشرة ؟ ومن سيكون المذيع المشارك لها في تقديم النشرة ؟ ممكن يكون اسمه مثلا  sari  

ليس هذا فحسب بل إن الدراسات البحثية تشير إلى أن مشاهدة  التلفزيون تراجعت بشكل دراماتيكي ، وفي دراسة أمريكية أجرتها شركة   statista المتخصصة في أبحاث السوق والمستهلكين ونشرت في يناير الماضي ، فإن من يشاهد التلفزيون حاليا في أمريكا فئة عمرية بين 55 – 64  عاما وغالبيتهم من الرجال ، بينما يقضي المستهلك الأمريكي  حوالي 8  ساعات يوميا مع الوسائط الرقمية وبدأ هذا التحول في الاستهلاك في عام 2018  ومنذ ذلك الحين يتزايد هذا الاتجاه. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام التقليدية لا تزال مهمة إلا أنها تفقد انتباه الأمريكيين .

ربما تتوفر إحصاءات مماثلة عن الجمهور في الشرق الأوسط لكن في كل الأحوال الظاهرة عالمية ، والصحافة التقليدية تقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة والتكيف مع الإعلام الجديد حتى لا تفقد بريق الخاتمة الشهيرة " وصلنا إلى نهاية النشرة " .