
محمد حمدي يكتب ..... حد يعرفك ؟
- Europe and Arabs
- الأربعاء , 7 يونيو 2023 15:34 م GMT
خضت تجربة التخلي عن سيارة او عربية كما نقول في مصر لعدة أشهر ، لم تكن صعبة لاسباب منها أن المدينة التي أعيش فيها حاليا صغيرة وتتوفر فيها خدمة التاكسي الحديثة عبر تطبيقات الهاتف أوبر . الحياة بدون عربية ليست مستحيلة في ظروف معينة وهناك ايجابيات وسلبيات للموضوع .
زيادة الحركة والنشاط البدني أحد هذه الايجابيات الواضحة ، لكن مع اشتداد حرارة الصيف تتبخر الايجابيات سريعا .
بعيدا عن راحة البدن وسهولة الحركة بعربية خاصة ، ظهر جانب آخر جميل في الموضوع ، حيث اعتدت في طريقي إلى العمل صباحا التوقف لشراء قهوة صباحية تعدل المزاج كما يقولون ، وكان طلبي ثابتا لا يتغير إلا ما ندر ومع مرور الوقت تصبح زبونا مألوفًا للعاملين في المقهى وبمجرد أن تدخل يدخل الموظف أو الموظفة طلبك على جهاز الكمبيوتر دون أن تطلبه شفهيا . يذكروني عندما أعتاد على الذهاب لمقهى شعبي في مصر وتنزل الشيشة المعتادة دون أن أطلبها .
كم كان مفرحا عندما دخلت إلى المقهى بعد ثلاثة أشهر من الغياب لتفاجئني الفتاة العاملة بابتسامة وترحيب قائلة أهلا بعودتك ، شكلك كنت في اجازة طويلة ! بالبلدي كده ، فينك غايب من زمان .
بعد ساعات فكرت في هذا الموقف ، أليس جميلا أن تعيش في مكان فيه حد يعرفك؟ حتى لوكان كان في غربتك ؟ بناء علاقات إنسانية مع المحيطين بك ليس سهلا ولا يقدر بثمن . إذا بحث كل شخص فينا على الأقل من جيل ما قبل الألفية سيجد هذا الجانب الاجتماعي ، عندما كان البقال وبائع الخضار والفكاهاني حتى البائع المتجول يعرفك جيدا ويسأل عنك في غيابك ، بل كان ذلك عاملا جيدا لبناء شبكة أمان اجتماعي وثقة كافية في التعاملات المختلفة.
ربما تغيرا ت الزمن سريعة ، وما تفرضه التكنلوجيا من سلوك اجتماعي قد ينهي هذه المعاملات الحميمية بين البشر ، لكنها ما زالت موجودة والأفضل أن نتمسك بالقليل منها ما دمنا أحياء نرزق .
لا يوجد تعليقات