معدّلات الجوع مع تفاقم الأزمات العالمية ... اعداد د.عبد المنعم صدقي استاذ بمركز البحوث الزراعيةـ مصر

 

أصدرت خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة أحدث تقرير عن التغذية في العالمو حالة الأمن الغذائي. واوضح التقرير ان نحو 733 مليون انسان عاني من الجوع عام 2023 بما يعادل واحدًا من بين 11 شخصًا في العالم وواحدًا من بين 5 أشخاص في أفريقيا.
رغم إحراز بعض التقدم في مجالات محددة مثل الحدّ من التقزم وزيادة معدلات الرضاعة الطبيعية الحصرية، لا يزال عدد هائل من البشر  يعانون انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية مع ثبات مستويات الجوع العالمية للعام الثالث على التوالي. لقد عانى 733 مليون شخص من النقص التغذوي عام 2023– بزيادة   152 مليونًا عن عام . 2019  .الاتجاهات الإقليمية شهدت تباينًا كبيرًا: ففي أفريقيا، بلغت نسبة السكان الذين يواجهون الجوع ارتفاعها (20.4 %) وظلَّت ثابتة في آسيا (8.1 %)  رغم ان إقليم اسيا يضم  أكثر 50% ممن يواجهون الجوع على مستوى العالم كما أظهرت معدّلات الجوع ارتفاعًا في أمريكا اللاتينية (6.2 %). 
التقرير اوضح أن الحصول على غذاءٍ كافٍ لا يزال صعب المنال لمليارات الأشخاص. ففي عام 2023، عانى نحو 2.33 مليار شخص حول العالم من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد،  وهو عدد لم يتغير كثيرًا منذ أن شهد ارتفاعًا حادًّا في عام 2020 إبّان جائحة كوفيد-19. ومن بين هؤلاء، عانى أكثر من 864 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد، أي أنهم أمضوا يومًا كاملًا، أو أكثر في بعض الأحيان، دون تناول أي طعام. وظلَّ هذا العدد مرتفعًا منذ عام 2020، ورغم التحسن الذي شهدته أمريكا اللاتينية، لا تزال تحديات أكبر قائمة خاصة في أفريقيا حيث يعاني 58 % من السكان من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد.
ويُحذّر التقرير من أنّ العالم لا يزال بعيدًا جدًّا عن تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة وهو القضاء على الجوع بحلول عام 2030. كما يُظهر التقرير أن العالم قد تراجع 15 عامًا إلى الخلف، إذ بلغت مستويات النقص التغذوي معدّلات قريبة مما كانت عليه خلال الفترة 2008-2009. في حال استمرار الاتجاهات، فإنّ نحو 582 مليون شخص، نصفهم في أفريقيا، سيعانون نقصًا تغذويًّا مزمنًا في عام 2030. وتُشبه هذه المستويات تلك المسجلة عام 2015 عندما اعتُمدت أهداف التنمية المستدامة، مما يشير لركود مقلق في التقدم المُحرزيظلُّ عدم القدرة على الوصول الاقتصادي إلى الأنماط الغذائية الصحية مسألة حرجة تؤثر على أكثر من ثلث سكان العالم.  أنّ أكثر من 2.8 مليار شخص عجزوا عن تحمل تكاليف نمط غذائي صحي في عام 2022. إنّ 71.5 % من السكان غير قادرين على تحمل كلفة نمط غذائي صحي مقارنة مع 6.3 % في الدول المرتفعة الدخل لقد انخفض العدد في آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا عن المستويات التي سادت قبل الجائحة، بينما شهد ارتفاعًا كبيرًا في أفريقيا
ارتفعت نسبة السُمنة ارتفاعًا حادًّا على مدى العقد الماضي، إذ ارتفعت من 12.1 % في عام 2012 إلى 15.8 % في عام 2022. أن أكثر من 1.2 مليار بالغ سيعانون من السُمنة بحلول عام 2030. كما أن العبء المزدوج الناتج عن سوء التغذية – انتشار نقص التغذية بالتزامن مع انتشار الوزن الزائد والسُمنة – قد شهد ارتفاعًا كبيرًا على مستوى العالم وبين جميع الفئات العمرية. وانخفضت نسبة النحافة ونقص الوزن في العقدين الماضيين بينما. أنّ هذه الاتجاهات تُبرز التحدّيات المعقدة الناتجة عن سوء التغذية بأشكاله  المختلفة  والحاجة الماسة للمواجَّهة في الوقت الذي ينحرف فيه العالم عن المسار الذي يؤدي إلى تحقيق أيّ من مقاصد التغذية العالمية السبعة بحلول 2030.
تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية يرجع لمجموعة من العوامل منها التضخم المستمر لأسعار الأغذية الذي يواصل تقويض المكاسب الاقتصادية بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص في العديد من الدول.و النزاعات الاقليمية، وتغيّر المناخ، وحالات الانكماش الاقتصادي  اصبحت اكثر تواترًا وأشدّ وطأة بالاضافة الي الأنماط الغذائية الصحية غير الميسورة الكلفة، والبيئات الغذائية غير الصحية، واستمرار عدم المساواة   

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

حسام 2024-07-26

مقال رائع

حسام 2024-07-26

مقال رائع