محمد حمدي يكتب : انت حر
- Europe and Arabs
- الجمعة , 26 أغسطس 2022 17:6 م GMT
هذا التهديد وغيره من القيود المختلفة دفع ، وما زال، الكثير للهجرة إلى دول تقدر قيمة الحرية الحقيقة للإنسان .
لكن هل الحرية نهاية المطاف بالنسبة للمهاجر أو المغترب؟
عندما يفتح لك المجتمع الجديد نافذة الحرية المفقودة في بلدك الأصلي ، فهو لم يمنحك شيكا على بياض بأن تفعل ما تشاء ، وأن تعيش عالة عليه وعلى المعونات ، وإنما أراد منك أن تقدر قيمة الحرية وتترجمها في أن تصبح شخصا فاعلا في المجتمع ، تشارك في اتخاذ قراراته ، تختار قياداته ، تساهم في إدارة الحي السكني الذي تعيش فيه ، تتطوع في المدرسة التي يدرس بها أولادك ، تصرح بشفافية عن دخلك لأن الضرائب ستعود عليك بمنفعة عامة..
الغريب أن بعض المهاجرين ممن أنعم الله عليهم بنعمة الحرية يحملون معهم نفس القيود والمشاكل التي كبلتهم في أوطانهم ، يعيشون في مجتمعات منعزلة أشبه بمستوطنات ، يحاولون بشتى الطرق تنشئة الأبناء على مبدأ اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها .
هنا يبدأ صراع عنيف بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، الجيل الثاني والثالث من العائلة قد يدفع ثمنًا باهظا حتى يحدد هويته ، هل هو أمريكي ، أوروبي أم شرق أوسطي أم آسيوي ؟ هل يعيش بنفس عادات وتقاليد بلده التي ولد وتترعرع فيها أم يعيش في جلباب أبيه وعادات بلده التي هاجرت منها العائلة ؟
في حفل منح الجنسية الأمريكية للمهاجرين الجدد تلقي شخصيات عامة أو مسؤولة من إدارة الهجرة كلمات لا تقتصر فقط على التهنئة وإنما تشدد على أن أمريكا لا تريد من المهاجر أن يمحي ماضيه ويتخلى عنه ، بل يمكنه التمسك بعاداته وتقاليده ومعتقداته دون أن تشكل عائقا في انسجامه مع المجتمع الجديد وانخراطه في العمل المجتمعي ، إنها نافذة جديدة فتحت أمامك وأمام عائلتك ولا تتطلب منك أن تهدم أساس المنزل الذي بنيته طوبة طوبة .
وفي النهاية أنت حر …
لا يوجد تعليقات