وسقطت دمشق لكن القاهرة تنتصر .. الفتح الأخير للقدس : بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير


يوم الأحد 8 ديسمبر 2024 يوم فاصل في تاريخ ومصير العرب " الحمر " بسقوط دمشق "عاصمة الأمويين" بعد بيروت وطرابلس وصنعاء وبغداد  عاصمة الخلافة العباسية وانهيار النظام السوري للرئيس بشار الأسد الذي خلف أبيه حافظ وأشقاءه باسل وماهر الأسد وأسرته العلوية من القرداحة غرب سوريا التي حكمت الشام بالحديد والنار طوال نصف قرن من خلال حزب البعث القومي السوري ومؤسسه ميشيل عفلق
حافظ الأسد الذي أسس اتحاد الجمهوريات العربية عام 1971 مع الرئيس المصري أنور السادات، والرئيس الليبي معمر القذافي
وقعوا عليه في بنغازي الليبية  بعد شهرين فقط من تولي الإسد  الرئاسة السورية  وبعد ثورة القذافي 1969/9/1 علي الملك السنوسي والغريب ان الثلاثة اثنان منهم ( السادات والقذافي ) قتلوا بمؤامرات خارجية 
مثلما كان يوم 6 ديسمبر ايضاً يوماً اسوداً في تاريخنا بعد قرار الرئيس الأمريكي المهووس ترامب ضم القدس " المحتلة " عاصمة لإسرائيل 
انتباه يا عرب 
دبابات إسرائيل اقتحمت الحدود السورية واحتلت المنطقة العازلة ومحافظة القنيطرة مع هضبة الجولان السورية  بعدما قسمت قطاع غزة فلسطين وتوسعت أيضاً داخل أراضي لبنان وكسرت حزب الله في الجنوب حتي نهر الليطاني  كما أسقطت اتفاق فض الاشتباك مع سوريا منذ عام 1974 بعد نهاية حرب اكتوبر 1973 وانتصار مصر والعرب  بعد انهيار الجيش السوري وسقوط نظام بشار الأسد 
مجرمو الإحتلال في طريقهم لتحقيق أوهامهم في أرض مملكة إسرائيل الكبري من الفرات الي النيل 
بشار الأسد " اللاجئ " في روسيا غرق في ثلوج شتاء موسكو 2024 مثلما غرق في دماء السوريين منذ الثورة عليه منذ 2011
قتل مليون سوري وشرد نصف السوريين لاجئون في دول الجوار وعلي شواطئ أوروبا 
ما حدث للروس في سوريا 2024  أشبه بما حدث للأمريكان في كابول 2021  وسقوط افغانستان في قبضة طالبان  بعد 20 سنة من الحرب معهم بعد هجمات تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن في واشنطن ونيويورك بالولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر 2001
الفلسطينييون يتوقون إلى الحرية وفرحة النصر وتحرير القدس الشريف والأقصى المبارك من دنس الصها-ينة 
مثلما فرح السوريين بالخلاص من نظام الأسد
الجولاني زعيم الثورة السورية مازال مطلوباً للعدالة الأمريكية ونشرت سفارتها في دمشق جائزة علي رأسه عشرة مليون دولار !
لكنها الآن تتعامل معه قائداً لدولة سوريا !
مصائر الدول لا تدار بالأمنيات الطيبة وبراءة نوايا السذج بل بموازين القوي وهي حالياً لصالح شياطين إسرا_يل وأمريكا قبل معركة نهاية العالم
دبابات إسرائيل أصبحت علي بعد ربع ساعة فقط من دمشق (25 km) وتدمير مستودعات صواريخ سورية وقواعد برية وجوية وبحرية في اللاذقية طرطوس وبانياس
أمريكا حمت وأنقذت إسرائيل "الضعيفة" بالمال والسلاح والفيتو بعد هجمات المقاومة في 7 أكتوبر 2023 
بينما الجميع ترك سوريا فريسة سهلة لإسرائيل التي نزعت أنيابها وقدراتها العسكرية حتي تكون منزوعة السلاح 
أو تبدأ من الصفر وتحتاج نصف قرن لإعادة تسليحها مرة أخرى 
إيران خسرت حربها علي ثلاث جبهات مع إسرائيل في غزة ولبنان وسوريا وربما تكون نفسها مهددة
 كما خسرت روسيا أيضاً لإنشغالها في أوكرانيا 
أذكر كل من فرحوا لسقوط بشار الأسد بصدام حسين والقذافي وبن علي وعبد الله صالح 
 انظروا لحال بلادهم بعدهم ليبيا والعراق تونس واليمن
أمة العرب قطعت أيديها وأطلقت النار علي أقدامها 
" هزمت نفسها" خدمة مجانية لأعداءها المتآمرين عليها 
لضعفها وفشلها في الوحدة وإدارة بلادها بعد التحرر من الإستعمار
وهكذا بدأ الربيع العبري لإسرائيل الكبري 
بعد غرق جل جمهوريات العرب في شتاء قارس 
مع الذل والدمار والفوضى وبحور الدماء
ماذا تبقي من الدول العربية بعد ضياع فلسطين وسقوط سوريا ليبيا والسودان واليمن ولبنان ؟ 
فقط جمهورية مصر والجزائر 
مع ملكيات عربية خائنة عميلة لأمريكا 
لا يهمني أبداً مصير بشار ونظامه 
ما يحزنني ويدمي قلبي 
هو ضياع وتقسيم سوريا 
لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز القطري الي أوروبا !
لكن السؤال الآن أين اختفي فجأة ربع مليون جندي وضابط في الجيش السوري بعد هروب بشار الأسد ودخول الثوار للعاصمة دمشق والقصر الرئاسي 
المؤامرة أوشكت علي نهايتها بعد تدمير جمهوريات العرب بالحروب الأهلية والغزو الأمريكي الإسرائيلي وأطماع إيران وتركيا وإثيوبيا
نعم سقط وهزم الجيش العربي الأول في سوريا لكن تبقي الجيشان الثاني والثالث في مصر العظيمة لإبهار العالم وكتابة التاريخ مجدداً لوقف التتار الجدد صهاينة إسرائيل وتحرير فلسطين
 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات