الخاسر الأكبر في الحرب ..حماس وإسرائيل والمجتمع الدولي .. بقلم عبدالله مصطفى
- Europe and Arabs
- الاثنين , 20 يناير 2025 8:34 ص GMT
دخل الاتفاق بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ والجميع في حالة ترقب لما سوف تحمله الايام القادمة من تطورات تتعلق بتنفيذ شروط الاتفاق وسارعت الأطراف الدولية والاقليمية ببيانات الترحيب بالاتفاق واعجرت عن أملها في تنفيذ الاتفاق بالكامل و سارعت أطراف وفعاليات متنوعة بالإعلان عن احتفالها بالنصر والحقيقة التي قد تغضب هؤلاء هي ان هذه الحرب لم ينتصر فيها أحد سوي ابناء الشعب الفلسطيني الذي تحمل مالم يتحمله اي شعب اخر ليس فقط خلال إلفترة الأخيرة التي زادت عن 15 شهرا بل على مدى عقود عديدة
ورغم ان هذا النصر كان ثمنه باهظا من حيث اعداد القتلى والمصابين ولكن كل هذا يمكن أن يكون ثمنا لاظهار مدي صلابة هذا الشعب و قدرته على التحمل من أجل قضيته العادلة ولكن رغم الإقرار انه انتصر في الحرب مثل انتصاره في العمليات العسكرية التي عرفتها الأراضي الفلسطينية طوال السنوات الماضية ولكن يظل الانتصار الأكبر والأهم من وجهة نظري هو الانتصار بالحصول على حق إقامة الدولة وعاصمتها القدس وداخل حدود معترف بها دوليا وتعيش في أمن وسلام ومن وجهة نظري فإن الخاسر الأكبر في هذه الحرب كان المجتمع الدولي الذي انفضح واصبح موقفه عاريا وسقط القناع في ظل السكوت طوال فترة الحرب رغم كل مشاهد الابادة والقتل للأطفال والنساء والشيوخ والدليل على فضيحة وتخاذل حكومات العالم هو خروج التظاهرات في العديد من العواصم العالمية لتعبر عن رفضها بيانات الحكومات في هذه الدول والتي اكتفت ببيانات الإدانة والبعض الاخر تمسك بموقفه الداعم لإسرائيل رغم كل المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال
وأما بالنسبة للدول العربية فقد شهدت تلك الحرب صدور شهادة وفاة القومية العربية
والخاسر الثاني في الحرب كانت إسرائيل التي فشلت رغم كل ماكانت تتشدق به من قدرات عسكرية واستخباراتية، فشلت في مواجهة أفراد من جماعة حماس نجحوا في الاختباء بالرهائن الإسرائيليين حتى انتهاء الحرب واستغلال الامر كورقة ضغط ضد إسرائيل ومن يقف معها من الدول الغربية ولم يكن أمام الاحتلال الإسرائيلي سوى اغتيال قيادات حماس باستخدام طائرات مسيرة او عمليات عسكرية بالاسلحة الثقيلة
كما خسرت إسرائيل بعدما ادي طول زمن الحرب إلى انقسام كبير بين الاحزاب وفي الشارع الإسرائيلي كما خسرت إسرائيل تعاطفا دوليا كانت تستخدمه طوال العقود الماضية بدعوى انها وحيدة في مواجهة منظمات صنفها المجتمع الدولي بانها منظمات ارهابية وهي حماس والقسام وحزب الله ولن لها الحق في الدفاع عن نفسها وعن امن مواطنيها ولكن الان باي اعذاء سوف تبرر اسرائيل جرائمها ضد المدنيين في الاراضي الفلسطنسة ولبنان
اما حماس فقد خسرت قياداتها التي كانت على دراية كاملة بكل جوانب اللعب مع إسرائيل وربما يكون هناك قيادات قادمة تحمل الراية ولكن ليس بنفس العقليات وخسرت حماس أيضا تواجدا على الأرض بشكل شبه شرعي في الأماكن التي كانت تسيطر عليها والان الجميع يتحدث عن إدارة فلسطينية جديدة للمناطق الفلسطينية دون وجود لحماس وبالتالي ستعود حماس إلى نقطة الصفر وستتوزع قياداتها على دول محددة ربما تقدم لهم المساعدة في السر لاجندات وأهداف تخدم مصالح تلك الدول وكل ماذكرته يحتمل الصواب والخطأ وقد ةيختلف معي البعض وقد يتفق البعض الاخر ولكن الخلاصة ان شعب فلسطين ضرب اروع الامثلة في التضحية والصبر والصمود وهذا ليس بجديد .. نقطة اخيرة تستحق تسليط الضوء عليها وهي نجاح مصر في هذا الاختبار الصعب ورغم كل الضغوط وبانواعها المختلفة فقد رفضت القيادة المصرية تصفية القضية بتهجير اهالي غزة وفشل مخطط اسرائيل ومن يعاونها وعاد ابناء الشعب الفلسطيني الى ديارهم في غزة وغيرها حتى لوكانت بقايا ديار الا انهم عادوا رغم كل الاهوال والمخططات ليكتبوا فصلا جديدا في تاريخ حافل من النضال ضد الاختلال .
لا يوجد تعليقات