المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : طيف آمالك .. في حِلك وتِرحالك .. فكيف حالك ؟

 

ماذا لو كانت وِجهتك الأولى صريحة مُفرحة مُريحة للكعبة المُشرَفَة ونيتك منذ زمن مُعرَفَة بالتوق الذي سكن كل الجوارح منك واللهفة الباكية في نجوىَ والقلب آمر بغير لسان والوجدان عامر لا يَضِج بشكوى والدعوات المُتبتلة موصولة والأمنية الرَحبَة ببنان ظافر لحجٍ أو عُمرة فوق كل الأمنيات كدأب كل إنسانٍ نقي الفطرة من كل فجٍ منذ شَبَ الصبي على الطوق ونما ساع بجَدٍ لذات المرام ، لِمَا يسعدك في الدنيا ولحسن المآل في الآخرة فلا تُبال إن صَد خِلك أو أعرضت الصحبة المُقرَبة أو حتى كل الزمرة إن لام ، من حيث كل متاع دنيوي من مال وبنون وصاحبة وجَد لا يُعُوضك ساعات في المسجد الحرام في أيام معدودات ولا في المسجد النبوي ، فتمم الأركان والمناسك من غير رفث ولا فسوق ولا جدال غَث فمن جد وجد وثِق بكل الوثوق بأن خزائن الرحمن لا تنفَذ والعطية كريمة جَزِلة مُنجية وطوق النجاة من قبل ومن بعد مُسبَق مُعَد فسُق وسُوق النوق على عجَل لخير البقاع مع من قُدِر له أن يكون معك ولا تلوك في السوق بالقيل والقال والشِجار وتستغرق في الصرف البلي ولا تُهدِر الأجل والقدوة والنور وتزوَد بدعوة الخليل النبي الآثرة المستجابه وتزَوَج بقاصرة طرف من الحُور البهية ، واترك الوصية من بعد السلام عليكم من ربكم والتحية والوئام لأهل الدار الملوك أصحاب السعادة والفضل والسعة والكل أمين منكم ولكم أينما تكونوا في مملكة السلام قِبلَة العالمين .. بأن خذوا حذركم من اللئام أهل الجور والظلام والعداء والويل والثبور والهلاك ، 
وصونوا مقدساتكم وأموالكم هنا وهناك والوحدة والعلَم والراية والحدود الواسعة أشداء وتحصنوا من كل غواية ووشاية من ظَلم وتعاونوا على البر وانبذوا العملاء وحافظوا على المخلصين الأوفياء في كل بقاع الأرض تعود لكم الريادة 
وإن تنسى يا مُجِد فلا تنسىَ المسجد الأقصى أُوُلىَ القبلتين وثالث الحرمين فَشُد الرِحال إليه ، ولتَعلَم بأن الحال هناك جد صادمة مؤلمة أليمة مُثخنة بالجراح غير آمنة فاحذر الأسلاك الشائكة وجواسيس الشك والأكمنة على كل باب والكلاب المسعورة المذعورة اللقطاء من سِفاح المدججة بالعدة والسلاح والجمر والخمر والسفور في الساحة المقدسة وكل يوم مائة جريمة نكراء مارقة ودماء طاهرة تُراق بغير ذنب ومحارم تُستباح بغير إذن ، والصلاة بالأمر لابد لها من إذن من الغزاة المحتلين الجناة وحسب العمر بكل أسف والزكاة بإذن والقصف لا يتوقف على كُتاب يُعلم مبادئ القراءة والحساب بدعوى أنه ثكنة عسكرية ومُستوصَف المرضى ثكنة عسكرية ثانية تُقصَف وفرن العيش ثكنة عسكرية ثالثة ، وعصابة العالم الأصم اللعين تحكم من المرحاض بعصابة العين لا تسمع ولا ترى فقط تُجيش الجيوش الفائقة في البر والبحر والجو على مقرُبة لتأمين الصهاينة الملاعين تحسبا لرد الإعتداء والدفاع عن النفس أو لأي رد إن جَرىَ ، والطريق مقطوع والمرور ممنوع والأب قُتِل وكذا الأم قُتِلَت لم تُستنقَذ فالقتل مشروع في كل ثانية والقهر متاح طوال الوقت والبلاء شديد أواه والصف لم يلتأم بعد ، والشِبل إن ينجو لم يَرشُد بعد ونفس المرأة المُتعَبة في مخاض إن تنجو لم تَلِد بعد وتُستنفَس ..................... 
فعُد يا مُجِد فأنت لا زلت بعيد لم ترى المسجد الأقصى بعد ، عُد ، فالله الأمر من قبل ومن بعد

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات