كابوس ترامب ونهاية العالم بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير

 

عودة "الإبن الضال" ترامب للبيت الأبيض 2024 كانت مفاجأة صادمة للعالم  مثلما كان انتخابه لأول مرةً عام 2016 
سيناريو الكابوس" الذي تحوّل إلى حقيقة، فإن أميركا تحت ترامب أصبحت بلداً منقسماً، ليس بين حزبين جمهوريين وديمقراطيين  بل وكذلك داخل الجمهوريين أنفسهم، وتحديداً بين المؤسسة الجمهورية التقليدية للدولة العميقة والتيار الأصولي الشعبوي الذي حمل ترامب مرشحاً عن الحزب ثم رئيساً. أيضا تحولت أميركا بقيادة ترامب الي جمهورية "خوفٍ " بالنسبة للأقليات العرقية والدينية 
كذلك للمرأة والمتحولين الشاذين جنسياً
الرئيس دونالد ترامب حوّل "الحلم الأميركي" -الذي جذب المهاجرين نحو الولايات المتحدة على مدى عقود وأسهم في استقطاب الخبرات والكفاءات من مختلف أنحاء العالم- إلى كابوس حقيقي عقب قرار إغلاق الحدود وترحيل المهاجرين بشكل جماعي مهين مكبلين بأغلالهم  في طائرات شحن عسكرية لمعسكر جوانتانامو بجزيرة كوبا  بمعدل ألف و1500 مهاجر يومياً بما يعني نصف مليون مهاجر في السنة مليونين مهاجر حتي نهاية رئاسته الأخيرة في 2028
تاريخ أميركا شهد موجات من العداء ضد أعراق مختلفة من المهاجرين، مثل الأيرلنديين والصينيين واللاتينيين والمسلمين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001
لكن ما يختلف حالياً أن جميع الفئات مستهدفة حتى أولئك الذين ساهموا في نمو الاقتصاد الأميركي كعمالة رخيصة تتقاضي نصف أجر الأمريكي 
الولايات المتحدة التي روجت نفسها دائماً أنها تمثل منارة الأمل والديمقراطية -والتي أسسها مهاجرون من أوروبا بعد قتل وتهجير السكان الأصليين- أصبحت اليوم تعادي المهاجرين وترحّلهم قسرياً بعد قرار ترامب منع مواطني 43 دولة من دخول أمريكا بينما يطالب العالم بالإستثمار في أمريكا 
ما بين جورج واشنطن، وهو أول رئيس للولايات المتحدة (1789- 1797)ودونالد ترامب، ( ربما الرئيس الأخير ) قد تغيرت الكثير من المفاهيم والمعطيات الدولية، لكن الثابت في السياسة الأمريكية، على الأقل في وقتنا الحالي، هي الرغبة في السيطرة على العالم ومقدراته
مفاجآت ترامب لا تنتهي بعد فوزه علي هيلاري كلينتون 2016 وبعدها كامالا هاريس 2024 
أثبت الأمريكان أنهم لا يثقون في قيادة المرأة لرئاسة الولايات المتحدة طوال تاريخها 250 سنة تولي رئاستها 48 رئيس من الرجال فقط  رغم دعاوي حقوق الإنسان والمرأة والحركة النسوية feminism 
الولايات المتحدة التي لطالما روجت أنها تمثل منارة الأمل والديمقراطية -والتي أسسها مهاجرون من أوروبا بعد تهجير السكان الأصليين- أصبحت اليوم تعادي المهاجرين وترحّلهم قسرياً
ترامب أعاد إلى الأذهان صفقة القرن التي يراها الفلسطينيون تصفية لقضيتهم، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في عام 2017 في خطوة متطرفة لم يجرؤ عليها رؤساء أمريكا طوال عقود 
كما أنه يدغدغ  أحلام صهاينة إسرائيل في التوسع شرقاً وجنوباً نحو تحقيق مشروعهم "الوطن الكبير من النهر إلى البحر"، فقد قال بأن إسرائيل تبدو صغيرة عندما ينظر إلى الخارطة، وبالتالي هذا ما يجعل الفلسطيني يقول بأنهما وجهان لعملة واحدة
بعد مرور 85 يوما على إتفاق وقف النارإسرائيل عادت لجرائم حربها على غزة  بموافقة علنية من ترامب وسقط ألف شهيداً صائماً في رمضان نتيج غارات جوية دامية على القطاع المدمر 
مجرمي حرب إسرائيل تكرر سيناريو لبنان في غزة تقتل الصحفيين وقيادات حماس بعائلاتهم في الخيام  والمستشفيات لإرهاب الفلسطينيين وإجبارهم علي الخروج من القطاع المحاصر
50 ألف شهيد وربع مليون جريح في حرب الإبادة الإسرائيلية لمدنيين غزة 
نسبة 10% من السكان
يعني تساوي 20 مليون أمريكي ! 
الشعوب العربية قاطعت شركات أمريكا الداعمة لجرائم حرب إسرائيل في غزة فلسطين  
بينما ملوك وأمراء الخليج دفعوا الجزية تريليون دولار للبلطحي ترامب
مصر  أقوي جيش عربي وأفريقي 
نحن الدولة العربية الوحيدة في الشرق الأوسط بدون قواعد عسكرية أجنبية أمريكية  بريطانية فرنسية أو روسيا عظمة مصر  أنها كسرت أنف أوروبا وأنهت إمبراطورية بريطانيا  "العظمي" بإنتصار ناصر 1956وستفعلها ثانية مع إسرائيل وأمها الظالمة أمريكا 
لعنة السياسة في ملهاة العرب لصالح إسرائيل 
حدثت مناوشات وقصف متبادل بين لبنان عناصر حزب الله مع سوريا  بعدما تحول النظام السوري لمعاداة حليفته السابقة إيران 
لعبة إسرائيل الشيطانيّة الخبيثة في ملف دروز وأكراد سوريا هدفه إضعاف وتقسيم الشام وخلق دولة درزية موالية لها تكون امتداد لوصولها نهر الفرات
إسرائيل شكلت وكالة تهجير ما تبقي من الفلسطينيين لخارج بلدهم بعد قتلهم مثل الوكالة اليهودية لتهجير يهود العالم الي إسرائيل 
كابوس ترامب ونهاية العالممرتبط بمخاوف أو نظريات حول سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتأثيرها على العالم، خاصة فيما يتعلق بالقضايا البيئية، الحروب، الأزمات الاقتصادية، أو حتى التوترات النووي وبعد تفكيكه وزارة التعليم ومؤسسة المعونة الدولية مع وزارة العدل ومشاركة أسرار البنتاجون مع حليفه " الجنوب أفريقي " الملياردير إيلون ماسك " مالك Tesla تويتر X “ من خلال هيئة Doge لهيكلة المؤسسات الفيدرالية الإتحادية 
خلال فترة رئاسته الأولى (2017-2021)، كانت قرارت ترامب  الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، والتوترات مع كوريا الشمالية وإيران، وتعزيز سباق التسلح، قد تؤدي إلى كارثة عالمية
وربما الصدام العسكري مع الصين وكوريا الشمالية وحليفتهم روسيا ومعها ايران كوبا وفنزويلا 
مع اندلاع الحرب التجارية مع جيرانه كندا والمكسيك وأيضاً الصين 
حتي تخليه عن حلفاءه في أوروبا وحلف شمال الأطلسي المعروف NATO  الذي تركهم وحدهم يواجهون روسيا في أوكرانيا التي عليها دفع تكاليف الحرب من أراضيها ومعادنها النادرة لأمريكا لمائة عام قادمة 
فهل تكون بداية إنهيار إمبراطورية أمريكا ونهاية العالم ؟

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات