
الذكاء الاصطناعي يتقدم أسرع مما نتخيل .. اعداد د/ عبدالمنعم صدقي مركز البحوث الزراعية ـ مصر
- Europe and Arabs
- الخميس , 10 يوليو 2025 7:35 ص GMT
يشهد العالم اليوم تطورًا مذهلًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بوتيرة أسرع بكثير مما يتصوره معظم الناس. هذا التطور لا يقتصر فقط على النماذج الذكية التي نراها اليوم، بل يتجه نحو إحداث تغييرات جذرية في مختلف مناحي الحياة، من العمل والتعليم إلى الترفيه والمعيشة اليومية. ووفقًا لما أورده موقع "أكسيوس"، فإن وتيرة التغيير قد تكون أسرع مما يمكننا إدراكه، لدرجة أننا قد لا ننتبه إلى حجم التحول إلا بعد أن يكون قد وقع فعليًا وأصبح واقعًا نعيشه.
يحذر خبراء الذكاء الاصطناعي من أن تأثير هذه التكنولوجيا سيكون أعمق من كل التحولات التقنية السابقة. فقد أشار البروفيسور أنطون كورينيك من جامعة فرجينيا إلى أن تأثير الإنترنت يبدو ضئيلًا إذا ما قورن بالعاصفة التي يوشك الذكاء الاصطناعي أن يطلقها. وأضاف أن استمرار هذا التطور بهذه الوتيرة يعني أننا غير مستعدين لما هو قادم. ويتفق معه في الرؤية سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة OpenAI، الذي كتب في منشور له أن عقد الثلاثينيات من هذا القرن سيكون مختلفًا تمامًا عن أي فترة سبقت، مع احتمال تجاوز الذكاء الاصطناعي للقدرات البشرية، وهو ما سيكتشفه العالم قريبًا.
ويشير داريو أمودي، المدير التنفيذي لشركة Anthropic، إلى أن هذه التكنولوجيا قد تؤدي إلى اختفاء نصف الوظائف المكتبية للمبتدئين خلال فترة قصيرة تتراوح بين عام وخمسة أعوام. أما جيفري هينتون، أحد أبرز الرواد في هذا المجال، فقد عبّر عن دهشته من سرعة تطور الذكاء الاصطناعي التي تجاوزت توقعاته.
التسارع المذهل في تبني هذه التكنولوجيا أصبح واضحًا منذ إطلاق تطبيق ChatGPT، حيث بلغ عدد مستخدميه مليون شخص في خمسة أيام فقط، مقارنة بفيسبوك الذي احتاج عشرة أشهر لتحقيق هذا الرقم، وتويتر الذي احتاج عامين. ورغم كل هذه المؤشرات، لا يزال عدد كبير من الناس يتعاملون مع هذه الموجة التكنولوجية ببرود أو حذر، وهو ما وصفه كورينيك بأنه نهج محفوف بالمخاطر، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بمستقبل الذكاء الاصطناعي.
النماذج الذكية لم تصل بعد إلى مستوى الذكاء البشري في جميع الجوانب، لكنها تطورت بشكل كبير في العامين الماضيين. وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فقد نكون على أعتاب أنظمة تفوق القدرات البشرية خلال بضع سنوات فقط. وقد بدأت بعض مظاهر هذا التحول بالظهور فعليًا في سوق العمل، حيث أشار آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، إلى توقعات بتقليص عدد الموظفين، في حين صرح جيم فارلي، المدير التنفيذي لشركة فورد، بأن الذكاء الاصطناعي سيستبدل فعليًا نصف الموظفين في الوظائف المكتبية داخل الولايات المتحدة.
ويتجاوز أثر الذكاء الاصطناعي سوق العمل ليصل إلى مؤسسات التعليم، حيث يعاني المعلمون في أنحاء الولايات المتحدة من صدمة الاستخدام السريع لهذه التقنيات داخل الفصول الدراسية. فقد أدت تقنيات الذكاء التوليدي إلى ارتفاع حالات الغش الأكاديمي، بينما لا يزال الجدل قائمًا حول كيفية مواجهتها. ويُنظر إلى حظر هذه الأدوات على أنه حل غير كافٍ، بل إن من الضروري تدريب الطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعّال استعدادًا لسوق العمل الذي سيكون أكثر اعتمادًا عليه في المستقبل القريب.
لا يوجد تعليقات